اسعد العزوني
معزوفة أتقناها وصدقناها وهي اننا بلد فقير يعاني من شح المياه ،وفي الحقيقة اننا غير ذلك ،فنحن بلد قوي أرضه مقدسة وحباه الله بكل النعم فوق وتحت الأرض،لكن الأمر يتعلق بإدارة الأمور، وعدم تطبيق ما يرد في خطابات التكليف السامي وفي أوراق جلالة الملك عبد الله الثاني النقاشية التي تدعو للنهضة والإبداع والتطور.
من يعاني من شح المياه ويعنيه شعبه لا يؤجر الباقورة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،التي تضم في ثناياها عشرات الآبار الإرتوازية التي يخرج منها الشهد كما يقول أهل المنطقة،ولا يؤجر منطقة الغمر التي تعد مصدرا مهما لإسرائيل في مجال المياه.
عادة تبدأ وزارة الري والمياه بتحذيرنا من تداعيات شح المياه في شهر نيسان من كل عام بعد أن تكون سدودنا قد إمتلأت ،ولكنها هذه المرة ،فاجأتنا بتحذير صادر عن معالي الوزير م.رائد أبو السعود المحترم،مفاده اننا نعاني من شح المياه ،وان لذلك تداعيات خطيرة على البلاد والعباد.
ربما لم تسعف معالي الوزير الذاكرة أو واقع الحال ،فنحن نغرق هذه الأيام في الفيضانات والسيول بدءا من فيضانات وسيول البحر الميت وإنتهاءا بفيضانات وسيول الجنوب مرورا بمنطقة الصحراوي والأغوار ،كما سمعنا أن سيلا عرما يأتينا من الأراضي السعودية، ولا بد من التذكير اننا نقبع فوق نهر جوفي عظيم ينبع من روسيا ويصب في البحر المتوسط،وقد حفرت “النقطة الرابعة” بئرا إرتوازيا في عزون قبل الإحتلال وشربنا من مياهه.
يبدو ان مشكلتنا لا تكمن في شح المياه والأمطار ،بل في إدارة المياه والإستفادة من إمكانياتنا ،فقد كرّم الله أرض الحشد والرباط بكل الخيرات بدءا من المياه وإنتهاءا بالنفط ،مرورا بالمعادن الثمينة والتراب الذي نبيعه ببلاش وصنعت منه الهند قنبلة نووية،والمطلوب منا حفر الآبار الإرتوازية ،والإنسلاخ عن السيطرة الإسرائيلية والتفرغ لبناء الوطن ورفع أسيجته حتى لا يفكر أحد بالنيل منه.
التحذيرات من السيول والفيضانات في الشمال والجنوب والشرق والغرب تتوالى يا معالي الوزير،فأين المشكلة إذا؟