اشراق الصبري
في الخامس من ديسمبر من كل عام، نحتفل باليوم العالمي للتطوع، وهو مناسبة تذكرنا بأهمية العمل التطوعي في بناء مجتمعات قوية ومستدامة.
إن التطوع ليس مجرد عمل خيري يهدف إلى مساعدة الآخرين، بل هو أيضًا تجربة ممتعة وثقافية تنمي المهارات الشخصية وتعزز الانتماء والتفاعل الاجتماعي حيث قد يعتقد البعض أن التطوع يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، ولكن الحقيقة هي أنه حتى أصغر الأفعال التطوعية يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياة الآخرين وفي حياتنا الخاصة ويمكن أن يكون التطوع بمثابة نافذة تفتح على عالم جديد من الفرص والتحديات والتعلم.
لذا أرى أن أحد أهم جوانب التطوع هو القدره على تغيير حياة الأفراد وتحسين صحتهم العقلية. فعندما نساعد الآخرين ونرى تأثير أفعالنا الإيجابية نحوهم ، يزداد شعورنا بالسعادة والرضا الذاتي. إن مساعدة الآخرين تعزز الشعور بالانتماء والتواصل الاجتماعي، مما يقلل من الشعور بالوحدة والعزلة التي يعاني منها العديد من الأشخاص في مجتمعاتنا الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطوع أن يطور المهارات الشخصية ويساهم في تطوير مساراتنا المهنية. عندما نتطوع في مجالات تهمنا وتحمل معنى بالنسبة لنا، نكتسب مهارات جديدة ونعمق معرفتنا في تلك المجالات. قد نكتشف مواهب جديدة لدينا ونتعلم كيفية العمل ضمن فرق وتنظيمات. هذه المهارات الجديدة والتجارب القيمة يمكن أن تكون مفتاحًا لتحقيق نجاحنا المهني في المستقبل.
وماذا عن تأثير التطوع على المجتمعات بأكملها؟ يمكن أن يكون للتطوع تأثيرًا إيجابيًا هائلًا على المجتمعات، حيث يعزز التعاون والتضامن بين أفرادها. يعمل التطوع أيضا ً على بناء جسور التواصل بين الأشخاص من خلفيات مختلفة ويعزز التفاهم والاحترام المتبادل. كما يساهم التطوع في حل القضايا الاجتماعية والبيئية الملحة، مثل الفقر والجوع وتلوث البيئة. إن توحيد الجهود والعمل المشترك للمتطوعين يساهم في تحقيق تغيير إيجابي واضح في مجتمعاتنا.
في نهاية المطاف ، يجب ان نعلم جيداً ان التطوع يعتبر بمثابة تعبيراً عن روح العطاء والتضامن الإنساني. لإنه يمثل القوة الخفية التي تجعل العالم أفضل وأكثر إنسانية وفي اليوم العالمي للتطوع، دعونا نلتقط هذه الفرصة للاحتفال بالمتطوعين ونشكرهم على جهودهم العظيمة. كما ندعو الجميع إلى الانضمام إلى رحلة التطوع وتجربة قوة التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه التطوع في حياتنا وفي العالم من حولنا.