إن أي تغيير او تعديل، يكون لأسباب جوهرية، فمثلا ان البعض لم يستطع قراءة او التعايش مع المرحلة. او لم يتمكن من الانسجام مع زملائه في الفريق؛ ومن المؤكد هناك أسباب أخرى عديده.
اما ان نفاجئ بمقالات تدعو الى التغيير في مؤسسة تكون فيها الدفة ليست بقياده واحده؛ وتكون المهام الموكلة اليها، هو رسم الخطوط العامه لهذه المؤسسة. والتنفيذ يجب ان يكون من خلال آخرين من المفترض ان يفهموا ما هو المطلوب، وما هي السياسة العامة لهذه المؤسسة.
فمثلا التعليم العالي. تفاجئنا بمقالات تدعو الى نهج جديد في اختيار رؤساء الجامعات، وقدرتهم على ادارة مثل هذه المؤسسات العريقة؛ وعلى التفاعل والتكامل ما بين التعليم والمجتمع المحلي وايضا بما هو منوط بها في البحث العلمي. والقدرة أيضا على ترسيخ رؤى جلالة الملك على ارض الواقع وهذا ما نريده جميعا اما ان نختار هذا الوقت لنطالب بقياده جديده لمؤسسات التعليم العالي والتغيير فهذه كلمة حق يراد بها باطل. فمن هو على رأس الوزارة، لم يختبر بعد حتى نقيم ادائه وهو ابن التعليم العالي. ولم يجري في عهده اي تقييم لرؤساء الجامعات، او تم اختيارهم اثناء توليه دفة التعليم العالي.
فهو الجدير بقيادة دفة التعليم العالي وهو الذي اختير من رحم التعليم العالي؛ فهو امين العام للوزارة سابقا ورئيس لثلاثة جامعات عريقة وتم اختياره وهو رئيس لاحدى الجامعات. وما يتادول في المواقع الا خباريه انه سيبدأ بتقييم رؤساء الجامعات وتغيير في رؤساء مجالس الامناء ليتمكن من خلالها من معرفة وتحديد المسار الذي يجب ان تتم عليه سياسته وتعامله مستقبلا وبعدها يمكن ان يتم تقييمه.
وعند الاطلاع على الاستراتيجية العامة للتعليم العالي، والتي وضعها معاليه في هذا العام. وتطلعاته في الرقي بالتعليم العالي؛ نجد ان ذلك دليل واضح على المنهج الذي يخدم سهولة تطبيق رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
وكانت هناك رعاية خاصه للدارسين خارج الأردن، واهتم بتأثير جائحة كورونا عليهم حيث تم اعتماد مبدأ للاقامة في بلد الدراسة، من ٢٤ شهرا إلى ١٦ شهرا. ناهيك عن تقديم كافة التسهيلات لهم بالتعاون مع وزارة الخارجية؛ ومتابعة أحوالهم الدراسيه والصحيه.
ومن خلال تراؤسه للجامعات اثبت قدره بالقياده والاداره وكان مثال بالمتابعه والمثابره والقدره على التخطيط وفي ظل الواقع المرير التي تعيشه الجامعات من ارهاصات لدى بعض رؤساء الجامعات الذين يفتقرون إلى أدنى درجات علم الإدارة في إدارة الجامعة. والذين أتوا من خلال الواسطة والمحسوبية، مما سيؤدي إلى تدمير الجامعة إداريا واكاديميا. كان لابد من اعادة التقييم وان فكرة التقييم بعد تسلمه بفتره قصيره والذي بدوره سيؤثر اجابيا على عطاء الجامعه وسمعتها عالميا وعربيا.
وبأن يأخذ بعين الاعتبار؛ تغيير البعض من رؤساء الجامعات الذين هبطوا فجأه على رئاسة الجامعات والذين ليس لديهم الخبره الكافيه التي جعلت بعض رؤساء مجالس الامناء من التغول عليهم واصبحت هذه الجامعات تدار برأسين والذي اسهم بالتخبط وعدم القدره على اتخاذ اي قرار فلا بد من التقييم حتى يتسنى التغيير.
وان يطالب البعض بتغيير راس الهرم بالتعليم العالي فهذا هو الظلم بعينه لقامه علميه لم يتسنى لها البدء في ان تعمل وان يختبر بعد. فهل من مدكر؟؟
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين والله من وراء القصد