أسامة القضاة
تُعدّ عجلون واحدة من أجمل المناطق الطبيعية في الأردن بفضل غاباتها الكثيفة وتنوعها البيئي المميز إلا أن هذه المنطقة كغيرها من مناطق العالم بدأت تشهد تأثيرات واضحة للتغير المناخي الأمر الذي يشكل تحديًا حقيقيًا على صعيد الحفاظ على مواردها الطبيعية وتنوعها البيئي.
تواجه غابات عجلون تهديدات متزايدة من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف مما يؤثر سلبًا على الأشجار والنباتات المحلية فخلال العقود الأخيرة شهدنا فصول صيف حارة وطويلة تقل فيها الأمطار وتزيد من فرص حدوث الحرائق الطبيعية كما أن نقص المياه يؤثر على نمو النباتات ويضعف قدرتها على مقاومة الأمراض.
إن تنوع عجلون البيئي ليس مقتصرًا على الغابات بل يشمل أيضًا الحياة البرية التي تعتمد على هذه الموارد ومع تزايد حالات الجفاف بدأت بعض الأنواع الحيوانية تهاجر من المنطقة فيما بدأت أنواع أخرى تعاني من نقص الغذاء والمأوى وإذا استمر الوضع على ما هو عليه قد نجد أنفسنا أمام انقراض محتمل لبعض الأنواع التي كانت جزءًا من هوية المنطقة لسنوات طويلة.
لمواجهة هذه التحديات لا بد من التفكير في حلول عملية تساعد على التكيف مع التغيرات المناخية يمكن أن يكون تعزيز الغطاء النباتي عبر حملات التشجير وسيلة جيدة للحد من التصحر وتعزيز استدامة الغابات كما يمكن التوجه إلى استخدام تقنيات حديثة لحصاد مياه الأمطار من خلال إنشاء سدود صغيرة أو أنظمة تخزين تساعد في تأمين المياه للأوقات الجافة.
ومن المهم أن يكون للمجتمع المحلي دور فعّال في جهود المحافظة على البيئة إذ يمكن تعزيز وعي المواطنين حول أهمية حماية الطبيعة والمشاركة في مبادرات تنمية الغابات والمحافظة عليها كما يُمكن تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية التي تسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتخفيف التلوث البيئي.
يُعد الإعلام والتثقيف البيئي من الأدوات المهمة في رفع الوعي حول قضايا البيئة والتغير المناخي من خلال نشر المعلومات وتنظيم ورش العمل في المدارس والمجتمعات يمكن توعية الناس حول أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وكيفية مواجهة تأثيرات التغير المناخي.