اسعد العزوني
قبل أيام تلقيت رسالة من الصديق الإعلامي اللبناني المخضرم الأستاذ فؤاد حبيقة،وكانت رسالة غير كل الرسائل ،وتختلف عن كافة المخاطبات المعتادة ،وتتضمن طرحا طالما آمنت به ودعوت إليه ،وجاهرت به في المحافل والمنتديات العامة والمجالس الخاصة ،وهي أن هذا الإقليم هو لنا نحن العرب والأتراك والفرس والكرد،ولا مجال لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ان تشاركنا فيه ،مع أننا لا نعارض بقاء اليهود الذين عاشوا معنا في فلسطين ،قبل وعد بلفور المشؤوم أواخر العام 1917،وكانوا مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا ،وكذلك العرب اليهود الذين كانوا يعيشون في العالم العربي قبل خداعهم وتهجيرهم إلى فلسطين بعد عام 1948،وفقدوا الفرحة بعد إكتشافهم الحقيقة.
بعد قراءة النظام الأساسي بتمعن قراءة الفاحص والناقد والمتخوف من مستجدات هذه المرحلة،شعرت براحة نفسية لا مثيل لها ،لأنني لم لأجد ما يشير إلى ضرورة التأقلم مع الواقع والتعامل مع المستجدات المفروضة علينا كما هي وأعني بذلك التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،علاوة على أن هذه المبادرة تسلحت بالجرأة وأكدت اننا نحن العرب والأتراك والإيرانيين والكرد فقط، أصحاب هذا الإقليم الذي أصبح مشاعا بسبب سياسات البعض الذين زرعهم في أوساطنا المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس مقابل التنازل عن فلسطين للصهاينة ،وقد فعلوا وها هم يعملون على تشطيب مشروعهم ببيع فلسطين بالكامل للصهاينة مقابل حمايتهم من إيران أو هكذا يتخيلون.
وورد في الرسالة انه وبمبادرة من نخبة من المثقفين والأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني ،وبعد لقاءات وحوارات عديدة تم الاتفاق على تأسيس فضاء حواري لتعزيز التواصل وتعميق التفاعل فيما بينهم أولاً، وفي إطار أممهم وشعوبهم وبلدانهم ثانياً، خدمة للأهداف الإنسانية المشتركة، وذلك من خلال التنسيق والتعاون ،وقد أشهرت النواة الأساسية في لبنان كجمعية مستقلة، انطلاقاً من الأهداف الأساسية التي حددتها اللقاءات والحوارات التي دارت بين عدد من المؤسسين.
يأتي تأسيس هذا “المنتدى” انسجاماً مع المتغيّرات الدولية ولمواكبة التطور العالمي وليكون عنصر توازن بين ثقافات متنوعة في إطار الحضارة الكونية، وكذلك في إطار الحضارات المشرقية المتوسطية التي كانت فجر الضمير والقيم الأخلاقية والحضارة في العالم، وذلك عبر إشاعة ثقافة الحوار وترسيخ قيم العيش المشترك والسلام والتسامح وإحترام حقوق الإنسان.
تهدف هذه المبادرة أن تكون جسراً للتواصل من أجل تعزيز العلاقات الثقافية والاجتماعية والأكاديمية والتاريخية بين أمم المنطقة وشعوبها ودولها.
تتكون العضوية من أصحاب المبادرة (المؤسسون) وأعضاء الهيئة العامة الذين حضروا الاجتماع التأسيسي أو الذين وافقوا على حضوره وتعذّر عليهم ذلك، والذين ينضمون إليه من الشخصيات الثقافية والأكاديمية ونشطاء المجتمع المدني لاحقاً . والمنتدى كيان غير مفتوح وهو لا يسعى للتوسع في عضويته، لذلك يتم التدقيق بطلبات العضوية بما ينسجم مع أهداف المنتدى ونظامه الأساسي.
وتشترط العضوية التزام الأعضاء كافة بالعمل على تحقيق استقلالية الإقليم، وتكامله، واستعادة دوره الحضاري والتاريخي، ومناهضة كل الحركات العنصرية والاستعمارية أو المرتبطة بها بكل أشكالها، وعلى رأسها الحركة الصهيونية التي تلعب الدوراً الرئيس في عرقلة نهضة الإقليم وتكامله على المستويات كافة.
ما تزال الأمة حية وفيها من من الشرفاء من يقدرون على تعديل المسار بنواياهم الحسنة والصادقة أولا ،وبقدراتهم ونزاهتهم وشفافيتهم وثانيا ،ولحرصهم على تصحيح الأوضاع المختلة ،التي ولّدتها وثيقة كامبل السرية الصادرة عن مؤتمر كامبل في لندن عام 1907 بعد إكتشاف بريطانيا النفط في خليج كوكس.