اسعد العزوني
“الثورة “اللبنانية ..لماذا تأخرت
وما سر شموليتها؟
لا ينكر عاقل حصيف أو سوي عاقل أن الطائفية والمحسوبية والمحاصصة هي أمراض مزمنة ومتأصلة في لبنان الأشم ،ونالت من صموده ومن عظمة شعبه المتنور ورائد التنوير في المنطقة،وهذه الآفات هي الأركان الأساسية التي قامت عليها الدولة اللبنانية الحديثة ،وما كان على شرفاء لبنان آنذاك ان يقبلوا بذلك،وقد عززها مؤتمر الطائف السعودي بعد أن انهكت الحرب الأهلية اللبنانية التي أنهكت لبنان واللبنانيين ،حسب رغبة تحالف الشر في المنطقة مستدمرة إسرائيل والسعودية ،وسؤالي ..لماذا تأخر اللبنانيون في ثورتهم؟
في مجال العصف الذهني هناك أسئلة متفجرة تطحن رؤوسنا ،ومنها:هل إجتمع اللبنانيون في الساحات والشوارع على مدى لبنان الأشم بكبسة زر هكذا،وما دام الشعب اللبناني قادرا على لملمة أشلائه بهذه السرعة فلماذا تأخروا؟
كما أن هذه الثورة اظهرت لنا خطابا شعبويا موحدا”كلن يعني كلن”!!!وهذا يعني تفجيرا شاملا للبنان الأشم،وتجاوزا لكل الخطوط الحمراء والبنفسجية معا،وما دام اللبنانيون قادرين على ذلك فلماذا تأخروا؟
لماذا اليوم ؟ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد إندلعت حرائق عمياء في الغابات اللبنانية واكلت الأخضر واليابس ،وكشفت عورات الدولة اللبنانية التي لم تجد لديها طائرة إطفاء واحدة ،وتلكأ العالم في مساعدتها ،ولم يساعد لبنان إلا القلة القلية يتقدمهم الأردن ،وقيل جهلا وحقدا ان الحرائق إندلعت في الغابات المسيحية،وأنزل الله رحمته ،بأمطار خير أطفأت الحرائق.
كشفت المخابرات الروسية من خلال قناة روسيا اليوم بالصوت والصورة أن طائرة مسيرة إسرائيلية هي التي أشعلت النار في غابات لبنان،وما يؤكد ذلك هو أن حرائق الشارع اللبناني إندلعت بعد إطفاء حرائق الغابات ،إذ إنتفض الشعب اللبناني بكامل طوائفه وإتجاهاته السياسية والدينية وطالب بإسقاط “الأرطة” الطائفية الحاكمة،وسجل صورة ناصعة البياض ظاهريا ،ربما دون أن يعلم الدهماء حقيقة ما جرى ويجري،،والسؤال هنا :ما هو سر علاقة الحرائق بالحراك؟وكيف تحرك الشعب دفعة واحدة؟
يشكو اللبنانيون وهذا واقع معاش من الفقر والطفر وحتى الجوع ،ولكن الحراك تبدو عليه بعض مظاهر البذخ،ويحق لنا التساؤل ..من أين لك هذا؟كما ان هناك مجموعات من الشباب والصبايا يشكلون جماعات دعم ويتحركون من مدينة إلى مدينة لدعم الحراك،فمن يمول هؤلاء في ظل صعوبة الحياة في لبنان بسبب النهب الجائر من قبل أمراء الحرب الذين يشكون الإقطاعيين الجدد بطائفيتهم ومحاصصتهم؟ونتساءل أيضا عن سر تواجد راقصة محترفة في الميادين ،من أحضرها ومن دفع لها ولماذا أقحموها في الحراك؟كما يحق لنا التساؤل عن ثمن الورود التي تم توزيعها على الجنود والضباط اللبنانيين “المسالمين”في الميادين؟وما هو سر الثبات في الشارع مع سقوط الأمطار؟
ثم أن هناك ظاهرة يجب التوقف عندها وهي أن الحراك ينادي بالإسقاط الشامل لكافة القوى السياسية ،فهل هذا معقول ؟لولا ان هناك أجندة خارجية إستغلت الواقع الصعب في لبنان.
لماذا الهجوم على وزير الخارجية باسيل جبران؟هل لأنه أعلن أنه سيزور سوريا لبحث عودة اللاجئين السوريين؟وهل نسيتم الهجمة اللبنانية الأخيرة على اللجوء السوري في لبنان ؟فما الذي تغير يا ترى ؟هل لأن هناك معلومة تقول أن حزب الله والرئاسة اللبنانية إتفقا على عودة القرار السوري إلى لبنان؟والسؤال الملح من يمول تلفزيون الجديد الذي تقمص دور قناة الجزيرة في تغطية الحراك في جهات لبنان الأربع؟
خلاصة القول أن ما يجري في لبنان جرى في العراق مؤخرا ولم يتوقف ،وهو حراك الشارع العراقي ضد الحكومة ،وقد شارك الشيعة فيث الحراك ضد الحكومة الشيعية وهذا من ألف المستحيلات أن يثور شيعي على حكومة شيعية لولا ان هناك دفعا خارجيا،وتكمن القصة في العراق أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خرج عن السكة الأمريكية وتحول إلى الصين وعقد إتفاقيات بقيمة 500 مليار دولار وإتفق مع الصين على شطب الدولار من التبادل التجاري ،كما أنه إتفق مع طهران على تولي الأمن في العتبات المقدسة ،ما أثار غضب ترمب الذي أوعز لبني مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع المغتصبين لأرض الحجاز،بالتحرك لإسقاطة ،فحشدت السعودية ومستدمرة إسرائيل وأرسلت ضباط مخابرات لقيادة الحراك مع 30 قناصا إسرائيليأ،وهذا ما حدث في لبنان بعد قرار باسيل زيارة دمشق!!ولذلك فقد تطابقت الصور في كل من العراق ولبنان.
لا أنكر ان مطالب الشعب اللبناني محقة ومشروعة وقد بلغ السيل الزبى ،بسبب ممارسات الطائفية والمحاصصة اللا إنسانية التي ترتقي إلى مستوى الجرائم الكبرى والخيانة،ولكن على الشعب اللبناني أن يتنبه لما يحاك للبنان من قبل تحالف الشر في المنطقة المكون من مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية والسعودية التي هي أساس كل كارثة تحل بالعالمين العربي والإسلامي،فمستدمرة إسرائيل والسعودية تعملان معا من أجل التضييق على إيران في الخارج ،بعد ان ادركا إستحالة إشعال ثورة داخلية فيها أو شن عدوان خارجي عليها.
ما لا حظناه أثناء مراقبتنا للحراك “الثوري”في لبنان أن قوى الأمن الداخلي والجيش أعلنا وقوفهما مع الشعب ،والسؤال هل يعقل أن يطالب الشعب بإسقاط الجميع ،ويقف هؤلاء الجميع عاجزين عن الرد ؟
يعيدنا ذلك إلى موقفين شبيهين الأول في إيران عندما قررت أمريكا التخلص من شاه إيران المقبور لأنه أراد الخروج من طوقها ،فاوعزت لقوى المن والجيش بعدم التدخل في الثورة الإيرانية وتم إبعاد شاه إيرا ن،بينما كان الموقف الثاني في تونس عندما أوعزت امريكا للجيش وقوى الأمن بعدم التدخل ،عقابا للجاسوس بن علي الذي رفض الإنصياع للأوامر الأمريكية بالإعلان عن إصلاحات ولو وهمية.
لا حل في لبنان إلا بشطب الطائفية والمحاصصة وإخراج لبنان من عباءة السعودية والهيمنة الإسرائيلية،ومجمل القول أن المطلوب الصهيو أمريكي السعودي هو فك عرى التحالف بين حزب الله والرئاسة اللبنانية!