هيا الدعجة
الجمعيات الخيرية في الاردن
تشتهر الاردن بالسوسنة السوداء ، وتكثر فيها ايضا الجمعيات الخيرية ، فتجد بين كل جمعية وجمعية ” جمعية ” !
فهل هذا مؤشر على عموم حب الخير ام ان بعض اصحاب الجمعيات يقومون بفتح جمعية على انها ” مصلحة ” او مشروع ، وتحقيق مناصب ومكاسب وقيمة اجتماعية من ذلك ؟
تطرقنا في الفترة الماضية للكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والفساد والتحديات التي تقف على المحك في المجتمع، وكان احد ابرزها الاجتماعية والتي لم نولها اهتمام كافي رغم انها الاهم وهي البداية الحقيقية في التغيير الجذري للازمة التي نمر بها اليوم ، فان التكافل الاجتماعي عنصر اساسي لذلك الاصلاح الذي نطالب به والذي يتطلب منا جهد كبير لتحقيقه .
الجمعيات الخيرية في الاردن هي احد منظمات المجتمع المدني والتي يقع على عاتقها مسؤوليات اجتماعية وانسانية ومن ثم اقتصادية وعلى المدى البعيد سياسية فماذا عن هذه الجمعيات وما هي واجباتها وماذا تحقق من الهدف الرئيسي لتأسيسها ؟
في الاردن هنالك ما يقارب 6000 جمعية موزعة في كافة انحاء المملكة .. يجبرنا معرفة هذا العدد الكبير الانتباه الى الفجوة بين الوجود والانجاز .. فلو افترضنا ان كل منها يقوم بعمله على اكمل وجه لما وجدنا فقير في الاردن . ..
ليس كلام خيالي ، وانما هو واقع ، فلكل جمعية مخصص محدد من وزارة التنمية الاجتماعية بالاضافة للتبرعات من المحسنين سواء المادية او العينية ، تعمل بشكل فعلي ما لا يتجاوز ال20% فقط بصدق وامانة وانجاز . ..
وبدراسة لما هي الاهداف كما تنص بنود معظم الجمعيات ان دورها هو اعالة الاسر المحتاجة ورعاية الايتام ، وتمكين المراة وتمويل المشاريع الصغيرة ، كما انها تحصل على مساحة من اراضي الدولة تقدر بعدة دونمات لاقامة المشاريع للفئات الاقل حظا
فاين ذلك على ارض الواقع ؟ واين التنمية الاجتماعية من الرقابة على تلك الجمعيات وعلى ادائها
مبنى ومخصص ومساحات .. بماذا تستغل اذا ؟
اثق انه لو قام كل مؤسس لجمعية بواجبه بامانة وصدق سيعالج ذلك جزء كبير ، واجتثاث حقيقي للفقر في الاردن ، ليس الامر بالعدد ولا بالاسم وانما بالانجاز والمساعدة للفئات والمناطق المحتاجة .
يقف على عاتق الحكومة ووزارة التنمية تحديدا تكثيف الرقابة على كافة الجمعيات ،وعدم اعطاء تراخيص لاي جمعية الا بشروط صارمة لكي تلبي الهدف المنشود، كما يلزم اغلاق اي جمعية لا تقوم بالواجب الموكل اليها اذا ان وجودها وعدمه واحد، فهي تستنفذ مقدرات بلا فائدة تعود على المجتمع . كما يجب اعادة النظر بما يقدم لكل جمعية وما يتم انفاقه فعليا ، فعدد قليل من الجمعيات بانجاز كبير افضل من انجاز ضئيل لعدد ضخم.
تكتفي هذه الجمعيات باقامة افطار رمضاني ودعوة مجموعة من الشخصيات الرسمية ، والتصوير والنشر على صفحاتها ،، ومن ثم يختفي العمل طوال العام.