ضيف الله قبيلات
مع العلم بأن المسؤولين الذين هم على رأس فسادهم أو الجالسين على دكة الفسـاد لم و لا و لن يقبلوا أن يسافروا بهذه الحافلات التي يسافر بها الشعب الغلبان و إن فكروا بركوب حافلة فهي من نوع “في آي بي” 24 كنبة, المخصصة للوفود السياحية.
بالرغم من ذلك اتفقت مع جاري العزيز”أبو يوسف” كونه سائق محترف أن نأخذ الرئيس الملقي و أعضاء حومته في عمرة إلى الديار المقدسة على نفقة متبرعين كثر, سارعوا لنيل الأجر و الثواب بتنافس شديد و حماس زائد عندما علموا أن فريق العمرة هذا هو الطاقم الحكومي و أن الخطة المبيتة تقتضي أن يقوم السائق المحترف “أبو يوسف” بخبرته و مهارته بالقفز من الحافلة و تركها تهوي في أحد المهاوي, حيث الردى في انتظارهم, كمحاولة انتقامية من سياسة رفع الأسعار و الضرائب الباهظة و الفساد المزمن, كما قال الشاعر : ” سأحمل روحي على راحتي و ألقي بها في مهاوي الردى”, يقول السائق أبو يوسف: “سأحمل حكومتي على حافلتي و ألقي بها في مهاوي الردى”.
لن ينتبه أحد إلى احتمالية أن السائق ترك الحافلة تهوي عمداً, و سيذهب الجمهور تحت تأثير الإعلام الجاهز للقول أن الطريق غير صالحة للسيرأو أن الحافلة ليست جاهزة تماماً للسفر, أو غير ذلك من الأسباب التي يسوقها الإعلام دائماً لتبرير هذا المسلسل الدامي في الأردن.
لكن أحداً لن يوحه اللوم إلى وزارة الأوقاف و لن يطالب بإغلاقها بالشمع الأحمر, كما أن أحداً لن يوجه اللوم لدار رئاسة الحكومة المسؤولة عن كل الفساد, صغيره و كبيره, بما فيه آخر صرعة فساد حكومي “مستشار قاعد بالدار”, و لن يطالب أحد بإغلاق الرئاسة بالشمع الأحمر.
أنا شخصياً إذا ما حدث ذلك, لن أطالب بإغلاق رئاسة الحكومة بالشمع الأحمر, لأن الرئيس الملقي و طاقمه الوزاري مع حافلتهم قد أُلقي بهم في مهاوي الردى, و لا يجوز على الميت إلا الرحمة.