محمد اكرم خصاونه
في ديرة بعيدة من أرض الله الواسعة كانت حيوانات هذه الديرة تعيش بأمن وأمان وراحة وطمأنينة ، لا يكدر عيشهم أحدا.
كل واحد من أفراد الديرة يعرف دوره ولا يتوانى عن عمله مهما كلفه الأمر، ولو كان مريضا غير قادر على العمل ، لإنه لا يريد أن يقال عنه أمام حاكم الديرة فاشل مقصر.
الحمار يقوم بجمع وحمل ما يقدر عليه لإفراد الديرة، الحصان يحرث الأرض ،وكذلك العجول تساهم في حراثة الأرض، الكلب يتولى الحراسة والتدقيق على الداخل والخارج من الديرة، البقرة والشاة لا تقصران في مد الديرة بالحليب ومشتقاته، بدون تأخير كل يوم وفي الموعد المحدد.
القرد يهتم بالزراعة ويكثر من زراعة الموز لإنه شغوف به.
حاكم الديرة كثير التجوال والترحال ، لإنه مولع بالصيد، ويترك أمر الديرة لبعض من أفراد الديرة ، الذين يستغلون الوضع لمصالحهم غير عابئين بالآخرين يرأسهم الجرذ الذي يعطي الأوامر في غياب حاكم الديرة علما بأن هذا الجرذ جاء من ديرة أحرى كدخيل على الديرة،ولكنه بخبثه ومهارته في التملق أصبح من المقربين لحاكم الديرة، فأصبح ذا صولات وجولات وقرب اليه الكثيرين ، ليحصل على شعبية وإحترام أمام سيده.ويلهط على ما يقدر عليه من مقدرات وخيرات الديره ولو كانت من أفراد الديرة المستضعفين وغير مبال بما يصيبهم من ظنك العيش، لكنه أمام سيده يظهر هذا الجرذ بأنه من يدير الأمور على خير مايرام هو وزبانيته المقربين، وأن وضع الديرة على خير مايرام.
إستأ الكثيرون من أبناء الديرة وحاولوا مقابلة حاكم الديرة لكنهم كانوا غير قادرين على إيصال مطالبهم لصدهم من ثعالب تحرس مهجع حاكم الديرة ، يشاركها الذئاب ايضا ليبقوا في أمان ويعيشون في بحبوحة على حساب غيرهم.
وفي كثير من المرات كانت تطفو على السطح أمور تكشف الفشل والسرقة في مقدرات الديرة، ولكن يخرج جهابذة من خبراء ومدراء ومختصين ويلفلفون الموضوع ، وتنتهي السالفة.
وفي كل مرة يتم إثارة موضوع لإلهاء افراد الديرة بسالفة جديدة وهكذا تستمر الحكاية، حتى مل سكان الديرة المكان وهجوا في بلاد الله الواسعة بحثا عن حياة لا يخسرون فيها مقدراتهم الشخصية على أقل القليل.