فارس الحباشنة
تحية واجبة لرجال الدفاع المدني على خطورة ما يبذلون من جهود جبارة طوال العام الماضي، ومرور الذكرى السنوية الاولى لوصول كورونا للاردن واعلان اوامر الدفاع.
طبعا، مع اجتياح فايروس كورونا ووصوله الى الاردن تضاعفت المهمات الملقاة على الدفاع المدني. واضطر المواطنون الى البقاء في المنازل محظورين، والبلاد يسودها حظر شامل يمنع التجوال، ويحدد المواطنين باوقات حركة مقيدة ليلا ونهارا في ايام الحظر الجزئي.
مهام جبارة ومضاعفة في حماية ارواح المواطنين، ونقل المرضى الى المستشفى، والمساعدة في عمليات الطوارئ والاغاثة، وبالاضافة الى خدمات الدفاع المدني التقليدية الاسعاف وطوارئ الحوداث والكوارث وانقاذ الغرقي والحريق وغير ذلك.
رجال الدفاع المدني مشاريع شهداء وجنود مجهولين. في فاجعة مستشفى السلط شاركوا بصمت وحموا حياة المرضى ومراجعي المستشفى، ومن يرقدون على اسرة الشفاء.
وتقول روايات «شهود عيان» من مواطنين عاديين ان رجال الدفاع المدني اول من لبى واجب المسؤولية واستجاب لنداء الطوارئ عندما اعلن بعد الساعة 12 ليلا عن بدء نقص الاوكجسين في المستشفى، وهبوا لجلب اسطوانات اوكجسين، وانقاذ ما امكن من ارواح المرضى الابرياء.
لو نظرنا الى فاجعة مستشفى السلط من زاوية اخرى، ماذا لو ان الدفاع المدني لم يكن مستعدا وجاهزا، وحال ادارته من احوال بقية مؤسسات تعاني من سوء الادارة والترهل وتفشي اللامبالاة.. فحتما أن الفاجعة حتما ستكون كبيرة جدا، ولا تتخليوا حجم الخسارة في الارواح البشرية.
وقبل اسابيع في حادثة وقعت في الكرك لشباب تسلقوا جبالا ومناطق وعرة جنوب المحافظة، ووقعوا في «تلعة عميقة «،و هرع رجال المدني بطائرة هليكوبتر، واستخدموا اذكى واحدث طرق واساليب الانقاذ الخطر واخرجوا الشباب المحاصرين باسرع وقت ممكن، ودون ان يصيبهم اي اذى.
وفيما تقدم فان ازمة كورونا كشفت عن حرفية عالية بالاداء لمؤسسات واجهزة رسمية. الجيش والدفاع المدني والامن العام. عمل باخلاص وتفان وحماسة، وعمل بروح المسؤولية.
ضغط ازمة كورونا امنيا واجتماعيا ليس عادي واستثنائي حتما. وخلال عام من عمر ازمة كورونا اردنيا، لم يسجل بحق الدفاع المدني ملاحظات وشكاوي من الخدمة، بل اكثر ما تسمع من السنة مواطنين يثنون على الخدمة وسرعتها ونجاعتها، وجاهزية الجهاز الفائقة وعالية السرعة لتبية نداء الواجب والعون، والاغاثة.
هذا، والحمد لله يحدث في الاردن. رجال دفاع مدني ابطال مجهولة اسماؤهم غير معلومة ومشاريع شهداء يقاومون ويسهرون من اجل أن ينام المواطنون ملء جفونهم بامان وسلام.
نعم، انهم يستحقون تحية وأكثر من تحية اجلال واكبار. وكلمة الحق من الواجب البوح بها. انا كمواطن اشعر بالفخر بمؤسسات واجهزة الدولة العريقة والناجحة والمتألقة والمتقدمة في الاداء والواجب والدور. واخشى والله عليم من ولادة مسارات عبث واستهتار وفساد ولا مبالاة وسوء ادارة تصيب وتعشش في النظام العام.