د.اسامه العلاونه
بما أن كوكب الأرض تقريبا مسعر بالدولار الأمريكي وبما أن التداول الذي يحدث بكل ثانيه يحدث مقابل الدولار الأمريكي وبما أن الديون والفائض بالدولار ومهما كثرت التوقعات والتكهنات عن التراجع للدولار عالميا وأن الدولار الأميركي يفقد هيمنته على العالم و وقوته كعملة أولى في العالم فلا يزال الدولارهو العملة الاحتياطية الأولى العالمية بل أصبح أقوى من ذي قبل ، وما زال يستفيد من كل الأحداث العالميه وباق في المقدمه لسنوات طويله محافظا على صدارته ومحافظا على استقرار العملات المرتبطه فيه . ان المكانه التي يحظى بها الدولار الأمريكي والوضع الذي هو عليه الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية المهيمنة أصبح الآن أقوى من أي وقت مضى وأصبح أكثرثباتا وما يمر به العالم اليوم هو عباره استدراج للحاق الى الأسفل . فالعالم في مأزق أقتصادي لا مجال فيه للمنافسه على الأقوى بل المنافسه على من سيغرق منافسيه أكثر ليبقى هو في الصداره شكل جديد من المنافسه فرضها تكافئ الفرص فدول قوية في مجال ودول أخرى أقوى منها في مجال آخر ان المقللين بشأن الدولار يتجاهلون العمق والمتانه والهيمنة للدولار والحجم الاقتصادي الأميركي والسوق المالية العميقة والسائلة التي لا مثيل لها والحماية القوية لحقوق الملكية في الولايات المتحدة لأن أميركا أكثر استعدادا بكثير من أقرب منافس لها بل أكثر من جميع المنافسين مجتمعين مثل والصين وروسيا للعمل وهي ملاذ أخير للإقراض في الأزمات المالية العالمية وللشبكة الهرمية الراسخة بعمق في نظام النقد العالمي ولا توجد دولة أخرى تتمتع بهذه المزايا ولا يوجد عملة أخرى تملىء هذه الدور بدل الدولار ان السبب وراء أن الدينار الأردني يستحيل تخليه عن الدولار ولا يمكن فك الارتباط وعند الاطلاع على الاقتصاد بنظرة كلية للاقتصاد الأردني ككل فهناك مديونية تتجاوز المائه وأربعة عشر في المئة من الناتج الإجمالي وعجز في الموازنة بالمليارات وعجزا تجاريا تجاوز أقترب للعشر مليارات يعني لنا أن الأقتصاد الوطني لن يستطيع أن يرفع رأسه ولا حتى مجرد محاولة التفكير بالتحليق خارج سرب الدولار الأمريكي ولا مجرد المحاوله في ظل هذا الوضع المتراكم الى الخلف جراء السياسات الماليه المرهقه ولم تفكر بالأنتاج حتى و حتى لم تنجح بمحاولة البقاء دون تراجع ومع سياسات البنك المركزي التي تمثلت برفع اسعار الفائده على الدينار وذلك للمحافظه على ثبات سعر الصرف فأي تغير بسعر الصرف يخلق كارثه حقيقيه لا يمكن معالجتها فكان قرار رفع الفائده قرار حكيم وهو وهو أفضل السوء وأحسن الأمرين ان تغيير التسعير العالمي بعمله أخرى غير الدولار يلزمه تحالف كوكب الأرض ضد الدولار ليس عمله ولا تحالف وهو ضرب من الخيال تقريبا في ظل الهيمنه الجوهريه على الأقتصاد العالمي ومن قبل الشبكه التي تحميه . وفي عالم البورصات العالميه نرى سعر الدولار يتأرجح بين هبوط ويرفقه هبوط بأسعار اليورو والجنيه الأسترليني وصعود سببه الزياده في حجم الطلب عليه مع التراجع في حجم الطلب على العملات المقابله له وبما أن الأسهم مسعره بالدولار الأمريكي والذهب والبترول وكل الأدوات الماليه مطروحه ومسعره بالدولار فمحاولة الضغط على الدولار من قبل الدول أشبه بالأنتحار الجماعي لهذه الدول ويحمل بطياته أنهيار لجميع أعمدة الأقتصاد العالمي وجميع قطاعاته وكلما زادت مكانة وهيمنة الدول زاد ضررها من تراجع الدولار الغير منطقي بينما التراجع المنطقي والتارجح هو عادة يكون لمصلحة دوله على حساب منطقة الدولار على أخرى وهو الوضع الطبيعي المبني على المستجدات الأقتصاديه المتسارعه فبكل يوم نسمع عن طوفان أقتصادي قادم وينتهي طوفان آخرونحن لا نبرح أن نحس به داخل المملكه وذلك لثبات الدينار الأردني مقابل الدولار ولكن نشعر بتراجع القوه الشرائيه الذي أصبح ملموسا وهو شكل آخر من تراجع قيمة العمله ولكن ذات مفعول داخلي ولا يقلل من قيمتها الدوليه وهكذا هي حياة العملات المرتبطه بالدولار صحيح أن تحمل أوزاره لكنها بالمقابل تختبئ في أكنافه هروبا من مواجهة ما هو أصعب .
دكتوراه في ادارة الموارد البشريه خبير ومحلل في الأسواق الماليه العالميه البورصات