الدكتور محمد القرعان
الدولة الاردنية تحترم
تبقى المواطنة والولاء للوطن رؤية غائبة دون احترام الدولة بمكوناتها جميعا، كالعلم والأرض ورأس الدولة والشعب والدستور و القوانين.
واحترام الدولة يعني تلك القيمة الحميدة التي تقدر فيها الدولة بمؤسساتها وتوجهاتها ووجودها وقوتها ومسيرتها وتاريخها ، واتوقع أن الاردن من الدول التي يجب أن تحترم من قبل أبنائها ، والاحترام للدولة كل هذا يترجم قولا وفعلا وعملا من خلال تأدية الواجب تجاه تاريخها وحاضرها وماضيها ومستقبلها وعدم المساس بهيبتها ، وبالتالي الحصول على الحقوق ،ولا يختلف اثنان على أن الدولة الإردنية الهاشمية ، بفضل إرادة القيادة وأخلاقها وحكمة مواطنيها وسلوكهم أصبحت مثال يحتذى ؛ فاحترام الإنسان وكرامته خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأي مساس به يلقى استهجاناً واستنكاراً ورفضا من كل الشرائح ، وإن دل هذا على شيء، فإنه يدل على أن سيادة القانون يجب أن تمثل أولوية قصوى للمسؤوليين الأردنيين.
يجب انتهاج طريقة وأضحة للتعريف بالقوانين ونشر الثقافة القانونية بين فئات المجتمع كافة، للحد من بعض الممارسات الخاطئة والدخلية على مجتمعنا الاردني ، ووضع حدود لبعض المستهترين وغير المبالين للقوانين والقواعد التي تنظم وتحكم المجتمع ويأتي ترسيخاً لنهج المملكة الثابت في احترام القوانين والثقافات والتنوع وحرية الرأي والتعبير ، ونشر مبادئ الدولة الثابتة التي تحترم حقوق جميع الناس وآرائهم.
والاردن اليوم وهو عالمنا في أشد الحاجة إلى التماسك و التسامح الفعّال والتعايش الإيجابي بين الناس أكثر من أي وقت مضى.
إن دولة الاردن ، منذ فجر نشأتها على يد مؤسسها المغفور له الشريف الحسين بن علي وحتى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ، بُنيت على التلاحم والتلاقي بين ابنائها وبنيت على الثوابت والقوميه والانسانية والقانون ولين الجانب والتعايش السلمي بين مواطنيها والمقيمين فيها، وتسودها روح المحبة والتعاون، وكانت دوما حريصة على إعلاء قيم العدالة والإنصاف وسيادة القانون.
ولا بد من الإشارة إلى أن بعض التصرفات الناتجة من اشخاص لا يعدو أن يكون تصرفاً فردياً، لا يمثل بأي شكل من الأشكال واقع المواطن الاردني الذي يتسم بالاخلاق والتسامح والتعامل بوطنيه مع الدولة ، إلا أنه ببعض الأحيان تصرّف غير مسؤول نتيجة جهل بالقانون وسيادته .
علينا جميعاً أن نتحلى بالحس الوطني النابع مما تربينا عليه جميعاً في هذا الوطن المثالي في تركيبته الفريدة من نوعها، إذ تم تكوينه بجهد جهيد لقادة مخلصين، و أسّس على الصدق والأخلاق الحميدة، واحترام مؤسسات الدولة وهيبتها ، وتعزيز قيم الانتماء للدولة والدين والعادات الاردنية الأصيلة، وإعلاء شأن الإنسان ، بغض النظر عن رأيه وعرقه ولونه وبلده وجنسه وجنسيته.