الدكتورة هبا حدادين
انتشر في الآوانة الأخيرة مصطلح “الذباب الإلكتروني” وهي استراتيجية تشير الى الحسابات المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي يتم استخدامها لنشر المعلومات المضللة والكاذبة أو الدعاية أو غيرها من المحتويات الضارة والكاذبة بهدف التأثير على الرأي العام أو التلاعب بالمعلومات وزعزعة استقرار فئات المجتمع واثارة الفوضى والفتنة وإضعاف الثقة في المؤسسات الحكومية والأمنية وتعتبر تهديدا خطيرا للأمن الوطني والوحدة الوطنية.
وتقع على مسؤولية أفراد المجتمع التعاون لمواجهة هذا التهديد من خلال التحقق من المعلومات قبل نشرها، والإبلاغ عن الشائعات، ونشر الوعي حول اضرارها، على الحكومة أيضا تقع مسؤولية ودورًا رئيسيًا في مكافحة هذه الافة من خلال سن قوانين تجرم نشرها، وإنشاء وحدة متخصصة لمكافحتها، ونشر الوعي حول مخاطرها.
أصبحت منصة وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار لسرعتها وسهولتها وقدرتها في نشر الشائعات والوصول الى كافة الفئات المجتمع وللخوارزميات بيئة خصبة لتخصيص خلاصات المستخدمين/ات لإظهار المحتوى الذي يتفاعلوا معه وتعكس معتقداتهم، والتي تزيادة من احتمالية تصديق المعلومات المضللة لأنها بالنهاية توافق معتقداتهم وتدعم ويصدقوا المعلومات الكاذبة والمضللة.
من سلبيات تأثير للذباب الإلكتروني على المجتمع سرعة انتشار المعلومات المضللة، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات بناءً على معلومات المضللة ويودي الى زعزعة الثقة في المؤسسات الديمقراطية ووسائل الإعلام.
لمكافحة الذباب الإلكتروني من خلال الحاجة الى التشريعات وقوانين جديدة لتجريم من يقومون بإنشاء ونشر الحسابات الوهمية واستخدامها لنشر معلومات مضللة والتلاعب بالمعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل استخدام خوارزميات لتعزيز محتوى معين وتلعب مؤسسات التعليم وبرامج التعليم الإعلامي دور مهم لمعالجة هذه الافة كالقيام بحملات التوعوية حول الذباب الالكتروني والبحث في تطوير استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحتها.
وأخيرًا، فإن مسؤولية الحد من انتشار الشائعات “الذباب الإلكتروني” على وسائل التواصل الاجتماعي تقع على عاتق كافة أطياف المجتمع، من خلال التحقق من صحة المعلومات قبل نشرها والإبلاغ عن المحتوى المضلل ونشر الوعي حول مخاطر الشائعات، يمكننا المساعدة في حماية أنفسنا ومجتمعاتنا من مخاطر المعلومات المضللة