علاء القرالة
لقاء رئيس الوزراء على التلفزيون الاردني وفي برنامج 60 دقيقة اختزل بآخر دقيقة والتي أعلن فيها الرئيس بأنه كان يمارس لعبة كرة القدم بمركز “حارس المرمى”، لتنهال بعدها التعليقات السطحية والتهكمية وكاننا جميعا لم نلعب كرة القدم في صغرنا وحتى في الوقت الحالي وبمراكز مختلفة فاما حارس أو مدافع أو وسط الملعب أو ظهير أو حتى مهاجم قشاش، فلماذا اذن اصبحنا نسطح المواضيع ونصغرها وننتظر اي شي للتعليق والتهكم عليه؟.
الرئيس وخلال اللقاء تحدث في مواضيع كثيرة وبشتى المجالات سياسيا واقتصاديا واداريا، فتركت كل هذه المواضيع وركز على اخر دقيقة في لقاء امتد على مدار 60 دقيقة، ومن هنا نتساءل هل كل ما قاله الرئيس صحيح ومقنع؟، فالخصاونة تحدث عن اجراءات حكومية كثيرة بذلها الفريق الوزاري وتحديدا في الشأن الاقتصادي فعلى سبيل المثال لا الحصر تحدث عن نجاح الحكومة بالسيطرة على التضخم وتوفير السلع والمحافظة على استقرار اسعارها، وكما انها دعمت الكثير من السلع ومنها المحروقات ونشطت القطاعات الاقتصادية وصولا الى تعافيها ووفرت الحماية للموظفين والعاملين وخفضت نسب البطالة وحافظت على الاستقرار المالي والنقدي للدولة ونجحت في رفع التصدير وجذب الاستثمارات واقامة المشاريع الكبرى، ومن هنا نجد بأن التركيز على مقولة واحدة قالها خلال لقاء كامل مؤشر على تصديقهم واقتناعهم بما قاله الرئيس.
ما يجعلني اكتب عن هذه الظاهرة ليس شخص الرئيس ولا حتى الحكومة ولا حتى التهكم على ما قال، بل لتسليط الضوء على ظاهرة اصبحت تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي لدينا والمتمثلة بالتصيد وانتظار الفرصة لالتقاط كلمة او تصرف ليتم بعدها كيل التعليقات والتهكم والتسخيف لمواضيع مهمة، ومن هنا لم اجد احدا علق او حتى استهجن ما قاله الرئيس وتحديدا الاجراءات التي قامت بها الحكومة، ولم اجد احدا يحاجج بالمنطق حول صحة ما قال، ولم اجد اي تعليق يؤكد بالوقائع بان ما قاله الرئيس ليس دقيقا او اي انتقاد يؤشر الى اخطاء ارتكبتها الحكومة وانكرها الرئيس، بل وجدنا ان الاقتصاد والسياسة والادارة اخر ما يهم المتهكمين والسوداويين والمحبطين فهم يذهبون سريعا الى التسطيح في محاولة لتعكير الانجاز واطفاء بريقه، وعلى هذا يقاس على كثير من المواضيع التي اصبحت مثار تهكم بغض النظر عن اهمية الموضوع وضرورة النقاش فيها.
اجزم بأن الحكومة الحالية قامت بما لم تقم به حكومة من قبلها، ويكفيها لو انجاز واحد بانها لم تلجأ الى فرض الضرائب وبمختلف اشكالها على السلع ولم تضف رسوما اضافية على المواطنين رغم الظروف القاسية التي تعيشها ماليتها العامة وصعوبة الظروف الاقتصادية التي تحيط بها من كل اتجاه وصوب، وكما يكفيها انجاز انها لم تتعلل ولم تتذمر ولم تتلكك او تشكو ضيق الحال لتلجأ من بعد ذلك الى جيوبنا كما غيرها، فذهبت الى الهوامير واصحاب رؤوس الاموال من المتهربين واجبرتهم على الدفع والامتثال للقانون، والاهم من هذا كله انها لم تتوان في توفير كافة السلع وضمن معدلاتها السعرية المعتادة رغم ما نشهده من ارتفاعات في دول العالم أجمع بالاضافة الى المؤشرات الاقتصادية الايجابية، وهنا يجب ان يكون النقاش.