الدكتور ماجد الخضري
ما يجري في جنين شي يبعث على الأسى والحسرة ويدعو للوقوف وقفة تأمل مع النفس ومع الذات ، فما تقوم به السلطة الفلسطينية في جنين غير مقبول تحت اي ظرف من الظروف فقد تجاوزت هذه السلطة الممكن الى اللاممكن وتمادت في الاعتداء على الشعب الفلسطيني وتوجيه اللكمات تلو اللكمات له . الحاصل في جنين هو بحث عن الحرية في ظل الاعتداءات المتتالية للمستوطنين على الأهالي في الضفة الغربية حيث قام المستوطنون بحرق بيوت ومزارع والاستيلاء على الأراضي وبناء المزيد من المستوطنات والاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى المبارك واقتحام المسجد تكرارا من قبل المستوطنين و المتطرفين اليهود في ظل سكوت كامل من قبل سلطة عباس التي لم تحرك ساكنا. وقد كان بإمكان السلطة ان تفعل شيئا ما وان تتحرك على المستوى الداخلي والخارجي وان تضع العالم في صورة ما يجري في الضفة الغربية لا ان تكون شرطيا لإسرائيل وان تعمل على قمع شعب فلسطين ومنع الشعب من التعبير عن راية و عن امتعاضة مما يجري في الضفة التي باتت تغلي على مرجل من نار . لم تكتفي السلطة بالسكوت بل للاسف مارست دور الجلاد على شعبها المتعطش للحرية فقامت بالتنكيل بالمجاهدين والمقاومين واعتدت على المواطنين ومارست الاعتقال والتعذيب الذي تمارسه سلطات الاحتلال وكأنها باتت تعمل نيابة عن المحتل الذي قتل ودمر وعذب واهان شعب الجبارين هذا الشعب الصامد الصابر المجاهد . فهذه السلطة لم تقم بما يجب ان تقوم به في المحافل الدولية من الدفاع عن الشعب في الضفة وغزة حيث يتعرض لحملة قتل وإبادة جماعية وتجويع وهدم للمدارس والمستشفيات والمساجد وإحراق الناس احياء وقتل الاطفال والنساء وتعذيبهم في السجون وقتلهم في معتقلات سرية. ورغم كل ما يجري فان هذه السلطة تريد من الناس ان يكونوا ساكتين خانعين خوفا من ان يجري ما جرى في الضفة في غزة وبحجة انها غير قادرة على مواجهة اسرائيل وانا لا اقول مطلوب المواجهة العسكرية من السلطة ولكن بامكانها خلق نوع من التوازن الدبلوماسي والاعلامي على الاقل في ظل امتعاض العالم مما يجري في غزة