عاهد الدحدل العظامات
السوريين في الاردن…متى موعد العودة؟
في ظل ما تشهده الساحة السورية من تهدئة الأجواء وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها والتفكير حالياً بإعادة إعمار الخراب الذي خلّفته الحرب والصراع, ما نتج عنه نزوح إعداد كبيرة من السوريين إلى البلدان المجاورة طلباً للجوء وهرباً من تداعيات تلك الحرب التي دامت لأكثر من سبع سنوات؛بما في ذلك الاردن الذي كانت له الحصة الأكبر في إستضافة هولاء وتأمينهم
بمساكن وطعام وشراب وعلاج وتعليم وغير ذلك الكثير من الخدمات بما في ذلك السماح لهم بالإنخراط بسوق العمل وتقاسم الفرص مع الاردنيين, وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي لم يجزع الاردن من وجودهم على أرضه, وتعامل
مع الملف بكل إنسانية ورحمة وشعور مع شقيق عربي طرق الأبواب ففُتحت أمامه بكل ترحيب, مُتحملاً على عاتقه آثار الأزمة التي لم يتحملها بلد من البلدان الاخرى التي منها ما تعاملت حيال ملف اللجوء بكل أنانية وتجرّد من الأنسانية والإخوة بداعي الحفاظ على مصالحها الداخلية,مُكتفية في دورها بتقديم الدعم الضئيل والذي لا يسد جزء من حاجيات اللاجئين في البلدان التي هم فيها.
فلا بد اليوم من طرح تساؤلات عن إستمرار بقاء اللاجئين في الاردن وبإعداد كبيرة والذي لا زال يشكل العبء على معظم المجالات لا سيما الأقتصادية منها؟ فالاردن اليوم يعاني من أزمة خانقة لا ندري
ما ستكون عواقبها في المستقبل. نحن بطبيعة الحال لا نُحمل إخواننا اللاجئين على إرضنا تبعات ما وصلنا إليه, ولا نقول عنهم أنهم السبب في تردي الأقتصاد لكننا نعتبر وجودهم جزء من المشكلة, لأن الأقتصاد الارني يتحمل لغاية الآن آثار هذا الوجود بمفرده, ولطالما صرخت الدولة للمجتمع الدولي بضرورة تحمل مسوؤلياته في تقديم الدعم للمملكة الذي يتناسب مع تقديمها الخدمات للاجئين السوريين.
ومع كل ذلك فإن الموقف الرسمي الاردني وحتى الشعبي لا يزال يتعامل مع ملف اللجوء السوري بكل إنسانية بعيداً عن فكرة التوجه للإعادة القسرية, تاركين بذلك خيار العودة إلى بلادهم الآمنة المُعافاة إلى اللاجئين أنفسهم, إذاً نُعيد التساؤل نفسه متى سيعود اللاجئين؟ وما الذي يمنعهم! ولماذا يستمر بقائهم في وطن ما هم فيه سوى لاجئين, أليس الوطن أحقُ بمواطنيه, وأليس من حقنا أن نسأل متى سيكون موعد العودة وإغلاق مخيمات اللجوء؟ ليس جزعاً من وجود أشقائنا وإخواننا, لكن لأن ما من ضرورة لبقائهم بعد عودة الأمن والأمان لبلدهم..