الدكتور محمد حسين المومني
لا أدري لماذا كل هذا الإبطاء في التعامل مع الأوضاع الاقتصادية الخطيرة التي نشهدها وبالتحديد عدم فتح المجال امام السياحة الداخلية، ولا أفهم ألا يكون هناك عقل اقتصادي وسياسي يوجه ويقود لجنة الاوبئة التي اصبحت متخذ القرار الفعلي لكل قطاعات البلد وليس الشأن الصحي الوبائي فحسب. الوضع لا يحتمل الإبطاء وهو أخطر بكثير مما يظن البعض، وقد بات مرشحا ليكون له تداعيات سياسية وأمنية ننأى عن الخوض فيها. لجنة الأوبئة فيها اطباء وخبراء أجلاء محترمون، لكنهم بالنهاية ومهما قلنا عنهم يبقون اطباء لا يستطيعون ولا يمتلكون الخبرة السياسية والاقتصادية ليقودوا البلد، ولا يجوز بحال من الاحوال ان يختبئ القرار الرسمي خلفهم. حتى قراراتنا الوبائية الصحية بالمقارنة مع دول كثيرة بالعالم اصبحت غير مفهومة وبأحسن الاحوال تؤخر تفشي الفيروس لا ولن تمنعه من التفشي بعد حين. سنأتي للحظة تكون دول العالم قد تعافت من الفيروس بعد ان تكون غالبية الناس اكتسبت مناعة، ونحن ما نزال بمعزل عن ذلك وعرضة لتفشي الفيروس فنكون لذلك مضطرين للاستمرار بالحظر! انها وصفة قاتلة للاقتصاد الذي لا يبدو انه بحسبة الخبراء اعضاء اللجنة الوبائية، لذلك لا بد ان يقودهم او على الاقل يشتبك معهم الاقتصاديون والسياسيون.
من أكثر القطاعات المتأثرة بتغول الطبي على الاقتصادي قطاع السياحة وبالتحديد السياحة الداخلية التي تلقت ضربات قاسية. في ظل وضعنا الوبائي المسيطر عليه بحمد الله لا بد من فتح المجال امام السياحة الداخلية ولا بد من الاسراع وعدم التلكؤ بذلك لأن فيه خيرا على الخزينة وعلى عشرات الآلاف من العاملين بهذا القطاع. اي صناعة قرار تلك التي لا تنتبه لهذا الامر المهم والجلل وتبطئ في التعاطي معه مع انه ضرورة ملحة. لا يجب ان تترك هكذا قرارات للجنة الوبائية فهي لا تدري عنه شيئا ولا تستطيع ان تتعامل معه. هذا شأن الساسة الذين يجب ان يقودوا اللجنة وقراراتها وتوصياتها ويفعلوا ذلك بعين ترى البلد كافة وليس فيروس كورونا فحسب. تجارب الدول الناجحة تشير بوضوح الى انتباهها لتأثير الفيروس على الاقتصاد تماما بقدر انتباهها لانتشار الوباء على الصحة، لذلك عديد منها فتح المجال للسياحة الداخلية وبعضها للخارجية. نحن لا نفعل ذلك وما تزال هناك سيطرة وتغول من لجنة الاوبئة التي تكتفي بالتوصيات الصحية متناسية أثرها على الناس والاقتصاد والبطالة والفقر. السياحة الداخلية امامها فرصة ستضيع اذا ما ترك القرار للجنة الاوبئة، والفرصة ذهبية بالفعل لأن سياحة الاردنيين الخارجية متوقفة وهناك فرصة حقيقية لكي ينفقوها على السياحة الداخلية.
إذا ما استمر الوضع على هذا الأسلوب من العمل، سنتذكر هذه المرحلة بعد أشهر وربما أسابيع من الآن، انها الزمن الذي سيطرت فيه لجنة اطباء على البلد وأطاحت بالاقتصاد والمجتمع فيما اختبأ خلفها الساسة والاقتصاديون.