فارس الحباشنة
بالمناسبة الاردن خسر موسم السياحة لهذا العام ، واعداد السياحة الاجنبية الى بلادنا وصلت الى تدني مريع ،و فرصة عودة الحياة لما بعد اعلان الاجراءات الحكومية الصحية الاخيرة نحو صيف سياحي امن لم تفلح بتغيير حال السياحة ، والشاهد على ذلك حركة المعابر والحدود البرية والجوية وحجوزات .
الفنادق وتدفق العملة الصعبة ، شكوى القطاع السياحي من الافلاس والانهيار والموت سريريا .
لربما ان الوزير المتكرر للسياحة نايف الفايز ليس مسؤولا مهنيا وسياسيا عن انهيار وفشل السياحة الاردنية ، واخفاق خطط جلب والترويج للسواح وما ينفق عليها من ملايين الدنانير قد انتهت إلى اي نتيجة وشيء ايجابي ، وجذور الازمة العصية تمتد لما قبل كورونا .
صحيح ان العالم بدا يتعافى من كورونا ، وان غيمتها السوداء بدات تنقشع عن دول كثيرة ولكن السؤال ، اي سياحة عربية واجنبية ينتظرها الاردن اظن ان مسؤولي السياحة مازالوا يفكرون في عقلية ما قبل كورونا ، ولا يراعون ما اصاب العالم من تغييرات بنيوية وهيكلية سياسيا واقتصاديا ولوجستيا ، وفي حركة النقل والطيران،و الصحة العامة ، ومفاهيم وافكار ومعتقدات كثيرة اصابها زلازل كورونا .
استراتجية السياحة الاردنية بحاجة الى ثورة بيضاء .
وطبعا ، فان السياحة الاردنية هي الخاسر في كل وجوه وافق التعاون السياحي بين الاردن واسرائيل ، وجلب السياح الغربيين ومن مختلف ارجاء العالم الى الشرق الاوسط وفلسطين والاردن .
استراتيجة السياحة الاردنية وبعد حوالي ربع قرن ، يصلح وصفها بالاتي فان من يضع بيضته في «كيس واحد « ، يعني راح يتكسروا . وهذا ما يدفعني هنا وقد يتفق معي كثيرون الى التحذير واسدال النصح حول الاستراتجية السياحية ، والابتعاد كثيرا بالتركيز على اسرائيل ودول الغرب .
و حتما في التجارة ثمة ضرورة لتنويع جمهور المستهلكين ،و جمهور المتقلين للخدمة ، وجمهور المستفيدين من اي ترويج سياحي وغيره وهذا من مباديء لعبة السوق وادوات التجارة الذكية والحية والناشطة ، ولتجنب اي طعنة بالخاصرة ،و طنعة من الخلف ، ولتجنب اي تغيير وتبدل في موازين الاتفافات وعلاقات السلم والصلح والحرب .
الاردن بلد ثري حضاريا وتاريخيا وسياحيا . واستراتجية السياحة الاردنية جامدة ومقولبة باتجاه ثوابت ومتلازمات سياحية غير قابل العقل السياحي الرسمي عن استبدالها والتفكير في غيرها . والاقتناع بان جزاءا كبيرا منها قد خسره الاردن ، وذلك بفعل متغيرات في العلاقة الاردنية /الاسرائيلية وما قد الت اليه ، الى جانب متغييرات اقليمية ستؤدي حتما لخسارة الاردن لكثير من سواحه التقليدين .
السياحة الدينية فرصة مواتية في الوقت الراهن وليس ثمة ما يمنع من تطوير وتدعيم خطة سياحية لتعويض ما خسره وسيخسره الاردن جراء استراتيجة سياحية جامدة ، واضافة متغييرات بنيوية سياسية واقتصادية سيكتشف صناع القرار السياحي تداعيها حتما بعد نهاية كورونا ، واعلان العالم لعودة الحياة الطبيعية ، وما دمنا لا نفكر بعقل استشرافي فحتما سنكون من الخاسرين واكبر الخاسرين , اذا ما وضعنا خططا بديلة وتعويضية ، وفكرنا من خارج اقفاص الافكار الجامدة والتقليدية .
انا لست خبيرا سياحيا ، ولكني اقرا سياسية كويس ، وافهم واحلل ما يدور في الاقليم والعالم . واتحدث هنا عن اقتصاد السياحة ، وحتى لا نفقد فرصتنا ، ونندب حظنا كالعادة فيما بعد ، ونقول لو اننا تنبهنا لكذا وكذا ، وسمعنا راي فلان وعلان السياحة في غرفة الانعاش واقتصادها ينهار ، وخطة الطواريء تبدا من التفكير في البدايل السياحية وتنويع سلة سواح الاردن ، ومصادر جلبهم .
الاعتراف باخطاء الماضي اهون من الاستمرار في ارتكابها . واس التقدم والنجاة بالاستماع لكل الاراء ووجهات النظر المطروحة . ازمة كورونا وغيرها خانقة على الاردن ، ولا وقت لترف الاستهلاك والحشو والكلام الزائد ، وتجريب المجرب .