معاذ الشخانبه
تُعتبر السياحة في الأردن من أهم القطاعات الاقتصادية التي ترفد الخزينة ، ويُعتبر الأردن نقطة جذب سياحي هامة في العالم بسبب أهميته الدينيّة والتاريخيّة ، حيث يعد مركزاً رئيسياً في رحلة الحج المسيحي ويضم العديد من الأماكن الأثرية التي تحكي قصة حضارات إنسانية عديدة مرت عبر العصور على أرضه.
إضافة لما سبق يتميز الأردن بمقومات سياحية أخرى تجعله وجهة للسياح من مختلف أنحاء العالم ،حيث تعتبر سياحة المغامرات في وادي رم ووادي الموجب وغابات دبين وبرقش وغيرها من المناطق عامل جذب جديد للسياح طوال العام ، كذلك السياحة العلاجية التي تعد عنصر أساسي في منظومة الإقتصاد السياحي والترفيهي ،والسياحة التعليمية التي تسهم وبشكل مباشر في تنشيط الحركة التجارية وسوق العقارات في مختلف المحافظات .
ولكن هل يعني كل ما ذكر أننا حققنا الهدف الأساسي من هذه المنظومة!!؟؟
هل نسبة الـ 16% التي تشكل حجم مساهمة القطاع السياحي في الإقتصاد الأردني كافية لأن نقول أننا راضون عن ذلك ؟
لماذا نعاني من ضعف في السياحة الداخلية ونمو في أعداد السياح الأردنيين المتوجهين للخارج والذين أنفقوا أكثر من 250 مليون دينار في دول مجاورة !!؟؟
الإجابة حتماً ستكون لا لم نحقق الهدف الأٍساسي من منظومتنا السياحية ، لماذا ؟لأننا بإمتلاكنا لكافة هذه المقومات السياحية والأيدي العاملة ينبغي أن نكون وصلنا لنسبة مساهمة تفوق الـ 50% !!!!
إن منظومتنا السياحية ناجحة ولكن هذا النجاح أوصلنا لهذه النسبة المتواضعة في دعم الإٌقتصاد الوطني ، ولرفع هذه النسبة علينا إنجاز الكثير من الأمور نبدأها بإطلاق ثورة بيضاء لإيجاد تنمية سياحية شاملة في الأردن ووضع خطط تمتد للخمس سنوات المقبلة لتحقيق نسبة نمو في الإقتصاد السياحي تصل إلى 50% ترفد الإقتصاد الوطني وموازنة الدولة التي تتوجه للإعتماد على الذات .
وأقترح هنا على المعنيين برفع موازنة الترويج السياحي وربطها بالعائد المتحقق من الدخل السياحي ، فهل يعقل أن تكون موازنة الترويج 35 مليون دينار لعام 2018 من أصل 3مليارات هي حصيلة الدخل السياحي لذات العام ،إضافة لوضع ألية جديدة وفاعلة في إنفاق هذه الموازنة والإعتماد على وسائل ترويج جديدة مثل وسائل التواصل الإجتماعي وأسواق جديدة خاصة في دول أمريكا الجنوبية وأستراليا وشرق أسيا وشرق اوروبا.
ولكوننا نتمتع بالأمن والأمان والإستقرار السياسي والحمد لله لما لا نشجع ونعمل على إطلاق منتج سياحي جديد يضاف لسياحة الأفلام وهو (سياحة المؤتمرات ) وجذب كافة الشركات العالمية الكبرى والمنظمات الإقتصادية والإجتماعية والبيئية وغيرها لتنظيم فعالياتها في الأردن وتقديم عروض خاصة لهذه الغاية كون الاردن يمتلك مقومات ومنشأت ضخمه تفي بهذا الغرض .
ولأن الحكومة لها دور في تنشيط السياحة الداخلية لماذ لا تبادر لإعطاء ميزة تنافسية للمنتج السياحي الأردني داخليا وتعمل على الغاء أو تخفيض نسب الضرائب المفروضة على القطاعات السياحية في الأردن وتخفيض أسعار الكهرباء على المنشأت السياحية مقابل تخفيض أٍسعارها وعروضها للمواطن الأردني ،عندها سنغير وجهة السائح الأردن من دول الجوار وغيرها إلى داخل الأردن .
هناك الكثير من المقترحات وأعتقد أن المعنيين بهذا القطاع تقدموا بها للمختصين ولكنهم بإنتظار العمل بها وهذا ما نتمناه .