سليمان جميل القضاه
انتهى مؤتمر لندن، وبات جذب الإستثمار للأردن هو عنوان المرحلة والعمل على التوجه لإقامة المشاريع الإستثمارية الكبرى للحد من مشكلتي الفقر والبطالة التي أصبحت تؤرق الحكومة والشعب على حد سواء ، فاصبح الموضوع حديثا متداول.
فحديث الشارع والإعلام زاد في الفترة الأخيرة فعندما أصدر البنك الدولي تقريره المشهور وقال أن نسبة البطالة في الأردن والتي شكلت صدمة للجميع بوصولها الى نسب تتجاوز 50% في بعض القطاعات او شرائح المجتمع صدمنا جميعا، فهذا مؤشر خطير وناقوس خطر يطرق أبوابنا ويشكل خطرا على الأجيال القادمة وليس خفي تأثيره على منظومة التنمية والنهضة وآن الأوان على جميع الجهات المعنية إيجاد الحلول البنّاءة والعمل على الحد من تفاقم ظاهرة البطالة.
إذ أن إقامة المشاريع الوطنية البنّاءة لتحفيز الإستثمار أصبح ضرورة ملحة لينعم بها الشباب الاردني بالمستقبل المنشود في مختلف محافظاتهم فجهود جلاله الملك المعظم في تشيجع الإستثمار وتوفير البيئة المناسبة لتكون بيئة محفزة قادرة على خدمة المجتمع ودافعة لعجلة الإستثمار والتنمية في جميع مناطق المملكة، نعم نريد الأردن في مصاف الدول المتقدمة ليكون حاضنة للأستثمار وجذبه، فالأردن لديه من الكفاءات والموارد البشرية ما يكفي لينعم بالعمل الجاد وليبنى مستقبل زاهر، فقد قدم الأردني على مدى عقود في مختلف بقاع الأرض الجهود العظيمة لبناء الكثير من الدول وكان ومازال مثالا يحتذى به في جودة الأداء ، وهنا لابد أن نستذكر احدى خطابات جلالة المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله,,,
” أن الشعب الأردني بلا ريب من أكثر شعوب المنطقة حب للعمل واقبالا ومثابره و أنه متعطش للمعرفة وتواق إلى الإطلاع و راغب في أن يتعلم وأن يعلم اولئك الذين لا يعلمون أن شعبنا بالغ النشاط صابر ومثابر، لا تزعزعه غزه الشدائد وليس من بلاد في الشرق الاوسط لم يشارك أردني في تنميتها وتطويرها فمهندسونا واطبائنا وخبرائنا موجودون في سائر اقطار الأمة العربية من المغرب إلى اقاصي شبه الجزيره العربية يفيدون شعوبنا الشقيقه بعلمهم وبخبرتهم أنني جد متفائل بمستقبل الأردن وليس من سبب يدعو لأن لا نصبح في بضع سنين مثالاً يحتذى للبلاد التي تحيط بنا”
هنا لا بد من تسليط الضوء على جهود هيئة الإستثمار في السنوات السابقه في تذليل بعض التحديات التي تواجه الإستثمار في الأردن والتي كانت تسبب عائق في تقدم الإستثمار واستقطاب المستثمرين وعدم استقرار البيئة الاستثمارية فيجب البناء على هذه الجهود والمضي قدما باتجاه استقطاب المزيد المن المشاريع والاستثمارات لتعزيز التنمية من خلال تسويق الاردن كبيئة مميزه وناجحة للإستثمار من خلال التركيز على الميزة النسبيه والتنافسيه للاردن ,وبحسب دراسة نشرها المركز الكندي للعلوم والتعليم،خلصت الدراسة إلى أن الإستثمار في الأردن يواجه عقبات كثيرة رغم توفر بنية تحتية ممتازة واقتبس هنا، “أن أهم هذه العقبات يتمثل بعدم وجود رؤية أو استراتيجية للإستثمار، وارتباك في السياسات الاقتصادية، والأزمات الإقليمية، وارتفاع أسعار الطاقة، والبيروقراطية، والتأخير الطويل، والموافقات المتعددة والمراجع المتعددة وتعليمات الإقامة وعدم تشجيع الاستثمار، ويضاف إلى ذلك افتقار الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وعدم تناسق القوانين والتشريعات واللوائح، والفساد الاداري والذي يتمثل بتفضيل المصلحة الشخصية على مصلحةالإصلاح العامة، والصراعات الداخلية داخل مؤسسات الدولة، وابتزاز المستثمرين، والضرائب والرسوم الزائدة، والافتقار إلى التسهيلات، والمحسوبية” إن مراجعة هذه الأسباب المؤخرة لنمو الاستثمار تؤكد ما تم ذكره سابقا بضرورة العمل الجماعي ضمن خطط واستراتيجيات ورغبة حقيقية في تغيير الواقع الحالي بما يحمله من تحديات تعيق نمو الفرص او الدخول في المئوية الثانية بثبات وتفاءل..
نحن بحاجه الى مزيد من الدراسات بنفس السياق وتسليط الضوء على ابرز فرص الإستثمار من خلال الإعلام فهذا مهم جدا في متابعة واقع الاستثمار لتجويد الخطط والتطوير المستمر والاهتمام اكثر من قبل المعنيين وخصوصا الجهات الحكومية المعنية, فاليوم علينا كمؤسسات وأفراد التكاتف لتذليل العقبات وعقد الشراكات العالمية وإيجاد الأسواق لغايات التصدير وإيجاد فرص عمل للشباب ، بالإضافة إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع وإعداد دليل الإحتياجات كدليل ارشادي للمستثمر واستحداث مكاتب لخدمتهم وتيسير عملهم في المحافظات بالإضافة إلى تفعيل دور المكاتب الاستثماريه في السفارات لجذب الإستثمار بشكله الأمثل وبناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص والعمل على تسويق الأردن عربياً وإقليمياً وعالمياً وإيجاد مكاتب إرشادية للمستثمرين تكون على تماس مباشر مع المجتمع وبإشراف شبابي كونه المحرك الأساسي لأي من هذه الاستراتيجيات..
الأردن يستحق، فلدية بيئة محفزة قادرة على استقطاب الاستثمار، وتفعيل البيئة الإستثمارية لخدمة مجتمعنا في مختلف مناطق المملكة , فجهود جلالة الملك وولي عهده الأمين المتمثلة بحشد الدعم والتسويق للاردن عالميا وتعهدهم في تقديم البيئة الخصبة والمناسبة للإستثمار يجب البناء عليها والاستمرار بها وللخروج بنتائج حقيقية ملموسة من الشرائح الأكثر تضررا من ضعف الاستثمارات مثل المرأة والشباب وذوي الدخل المحدود يجب البدء الفوري بمعالجة المشاكل التي أصبحت معروفة ومحددة ووضع برامج زمنية للانتهاء من هذه الخطط يتبعها تقييم بشفافية للبناء على ما انجز وإعادة التخطيط والتصويب لما تأخر انجازه.
إن الخطوة الأولى المرجوة هي المكاشفة بين الحكومة والشباب بشفافية دون تجميل للواقع وإدماج الشباب في هذه الخطط للاستفادة من هذه الطاقات الشبابية الواعدة بمستقبل زاهر تنقل الأردن الى مستوى الدول الحديثة المتقدمة فالتقدم المجتمعي المترافق مع التقدم التكنولوجي هو بوابة المستقبل .
الأردن يستحق، فلدية بيئة محفزة قادرة على استقطاب الإستثمار، وتفعيل البيئة الإستثمارية لخدمة مجتمعنا في مختلف مناطق المملكة , فجهود جلالة الملك وولي عهده الامين المتمثلة بحشد الدعم والتسويق للاردن عالميا وتعهدهم في تقديم البيئة الخصبة والمناسبة للإستثمار يجب البناء عليها والاستمرار بها وللخروج بنتائج حقيقية ملموسة..