الباحث محمود شريدة
من التاريخ المنسي /17 – الشيخ محمد باشا الامين المومني ..
بقلم الباحث محمود حسين الشريدة
المقدمة :
نكتب اليوم عن واحد من رجالات الوطن ، من الرعيل الاول من الرجالات الأوفياء المخلصين المجدين الذين ساهموا بصمت وصدق بعطائهم وفكرهم وعملهم وتضحياتهم في سبيل توطيد دعائم هذا الوطن واعلاء شانه …
نكتب عن واحد من رجالات عجلون الكبار الذين نذروا أنفسهم في سبيل خدمة بلدهم الأرض والإنسان ، منطلقين من الزمان والمكان الذي عاشوا فيه … ومن خلال هذه الأسطر نحتفي بإنجازاتهم الكبيرة في زمانها ومكانها … شيخ عشيرة المومني محمد باشا الأمين المومني
نشأته :
ولد محمد باشا الأمين في بلدة صخره(1) عام 1879م والده الشيخ محمود الأمين المومني والدته السيدة زريفه المومني من أقاربه من بلدة صخره ، وهو الولد الأكبر لإخوته صالح ومحمود والأخير سمي على اسم والده الذي توفي قبل مجيئه للدنيا وسمي على اسم والده تيمنا بان يكون على سيرة والده الطيبة .
نشأ محمد الأمين وترعرع في كنف والده الذي كان وجيها في قومه وذا حضوه كبيرة في زمانه وكان له علاقات طيبة مع الحكام العثمانيين في مركز الولاية في الشام ، وكأبناء الشيوخ أرسل ولده محمد بعد أن بلغ السابعة من عمرة للتعليم في كُتاب القرية ليتعلم القراءة والكتابة والحساب وقراءة القران الكريم ، وبعد أن أنهى مرحلة الكُتاب أرسله والده ليتعلم في مدرسة اربد العثمانية ، وكانت مدة دراسته حوالي ست سنوات ، أتقن فيها دراسة اللغة العربية وتكلم باللغة التركية بطلاقة .
لازم ديوان والده الذي كان ملتقى للأقارب والضيوف والمسايير ، وتعلم من مجالسة الكبار فنون الحياة بعمر مبكر ، فاكتسب من والده كثيرا من الصفات الحميدة ومنها إكرام الضيف واحترام الجميع وخاصة من أقاربه وكيفية قيادة ربعة ، وكيفية ألمحافظه على حقوقه وحقوقهم والطرق المناسبة لحل قضاياهم ، وهذه زرعت في نفسه أن يكون شجاعا مقداما في قول الحق بدون تحيز أو محاباة وبذا أصبح حكما مقبولا من جميع أقاربه .
حياته الخاصة :
كان محمد الأمين المومني رجلا ذا وجاهة ، متوسط الطول بشوش الوجه، جهوري الصوت ، طلق اللسان ، سريع البديهة ، هادي الطبع ، لا ينفعل بسرعة ، يرد بالوقت المناسب إذا تعرض حقه أو حقوق أقاربه لضرر ، لكنة متسامح في حقه ، كريم النفس في بيته وخاصة مع ضيوفه والمساير .
تزوج الشيخ محمد الأمين مرتين ، كانت الزوجة الأولى(2) : السيدة زعيله داوود المومني من بلدة صخره أنجبت له أربعة أبناء هم : عبدالله الذي أصبح فيما بعد من كبار موظفي دائرة الجمارك والثاني توفيق الذي عمل موظفا في وزارة الصحة ، أما علي الأمين فكان احد كبار ضباط القوات المسلحة وشارك في حرب عام 1967م في فلسطين وأحيل على التقاعد ، وتسلم زعامة عشيرة المومنية بعد وفاة والده .
يتسلم زعامة عشيرة المومني هذه الأيام حفيده من الجيل الثاني وخلفا لوالده ، الشيخ مازن علي الأمين المومني(3) ، بتوصية من الديوان الملكي العامر ، أما عبد الحميد فاستهوى العمل في القوات المسلحة وأحيل على التقاعد برتبة مقدم .
تزوج محمد الأمين زوجته الثانية السيدة تركية قاسم محمد عبداللطيف المومني من بلدة عبلين ،قبل وفاة زوجته الأولى بمدة تزيد عن السنتين ، وأنجبت ابنه رائد المومني وكان عمره ثماني سنوات عندما توفي والده ، وهو يحمل درجة البكالوريوس في الإدارة العامة(4) ، يعمل حاليا موظفا في دائرة الأراضي والمساحة .
كان من عادة وجهاء وشيوخ العشائر الاهتمام في تأسيس بيت وديوان يتناسب مع وضعه الاجتماعي ، فاختار محمد الأمين أن يكون بيته على قطعة أرض مساحتها أكثر من سبعة دونمات على سفح جبل من الجبال القائمة عليها بلدة صخره ، لها إطلالة ساحرة على سهول حوران واربد ومنها تستطيع مشاهدة جبل الشيخ في لبنان ، تقع هذه الأرض في الجهة الشمالية من صخره ، مزروعة بمختلف الأشجار المثمرة التي اشتهرت بها تلك المنطقة ، تحيط بها غابات السنديان والصنوبر وغيرها .
بُني البيت على مرحلتين(5) من الزمن المرحلة الأولى تمت في بداية العشرينيات من القرن الماضي ، تتألف من ثلاثة غرف مبنية من الحجر والطين ، لاستخدام العائلة وغرفة للضيوف جميعها مبنية على صف واحد ، بواجهة أمامية تحتوي على الأبواب والنوافذ مبنية بالحجر المشذب بنظام هندسي رائع التصميم ، وعلى طراز الأبواب والشبابيك الشامية ،يحيط بها سور عالٍ وله بوابة واسعة بزخرف بديع ، ومن الجدير بالذكر أن تم استخدام المرافق الصحيه للبيت منذ إنشائه بطريقة متمدنة في ذاك الزمان ، بالإضافة إلى مبنى لاستخدامه خاناً للخيول والجمال والمواشي .
أما المرحلة التالية عندما كبرت العائلة في عام 1948م ، تم إضافة أربع غرف أحرى ، منها غرفتين داخل حوش الدار وغرفتين خارج الحوش ، واستخدم فيها الحديد والإسمنت والحجر المشذب وعلى الطراز نفسه العمارة ألشامية ، ولا يزال هذا البيت عامرا بأهلة ومستخدما من قبل آخر أبنائه لغاية الآن ، أحتوى كتذكار على جميع مقتنيات البيت التي كانت مستخدمة في ذاك الزمان ، من أدوات الطبخ والأكل ، وأدوات القهوة ، وحتى مقتنيات المرحوم محمد باشا الأمين الشخصية من مسدسه وحتى عقاله ، كما وصفها نجله الأستاذ رائد المومني الذي لا زال يقيم في بيت والده التراثي لغاية إعداد هذا البحث .
يعد محمد باشا الأمين من أكبر ملاكي الأراضي في منطقة صخره وصلت إلية بالميراث من والده الذي كان وجيها لقومه ، علما بأن امتلاك الأرض كان مقياساً تقليدياً للزعامة ، ونظرا لانشغال الباشا معظم وقته في العمل العام ، اعتمد في استغلال أراضية الزراعية الواسعة على أشخاص آخرين بالأجرة ، كما هي عادة الناس في ذلك الوقت ، كانت الأرض تستغل بأسلوبين قسم منها يزرع بالأشجار المثمرة وخاصة شجرة الكرمة ومنطقة صخره مشهورة بإنتاج العنب من الأنواع الفاخرة ، وغالبا كانت تباع في أسواق فلسطين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي ، وكانت تنقل على ظهور الجمال التي اقتناها الأمين لنقل منتجات أرضه إلى الأسواق المختلفة ، كما كان يستغل القسم الأخر في زراعة الحبوب المختلفة لسد حاجته وحاجة ضيوفه من مادة القمح والطحين ، أما الشعير كان يستخدم لإطعام الدواب المستخدمة في العائلة وخيول الضيوف .
كانت علاقته مع أقاربه المومنية مبنية على المحبة والاحترام المتبادل ، كان يحترم جميع أبناء عشيرته أين ما وجدوا ، الأمر الذي قابلوه باحترام وتقدير والتفوا حوله في كل الظروف ، كان طيب النفس معهم متسامحاً مع الجميع لا يكلفهم أية التزامات خاصة عندما كان ينزل في داره الضيوف فكان لديه دائما قطيع من الأغنام لتقديم واجب الضيوف .
حياته العامة :
تولى محمد الأمين زعامة عشيرة المومني حوالي عام 1930م بعد وفاة والده ، وكان عمره حوالي الخمسين(6) عاما ، كان له مشاركات مهمة في الشأن العام قبل هذا الوقت ، فكانت له علاقات مع المسؤولين العثمانيين في سرايا عجلون واربد وفي إدارة لواء حوران في درعا ، وكان على تواصل مع وجهاء عجلون وخاصة راشد باشا الخزاعي زعيم جبل عجلون ، ولهذا كان من أوائل من اختارهم راشد باشا عام 1920م ليكون في مجلس الحكومة والذي سمي ب ( مجلس العشرة ) عندما شكل حكومة جبل عجلون .
كان محمد الأمين من ضمن الشخصيات العجلونية الذين قابلوا الأمير عبدالله عندما وصل إلى معان(7) عام 1921م ، وأعلن تأييده لتوجهات الأمير في تشكيل حكومة في شرق الأردن ، وكذلك قابل الأمير عبدالله بعد وصوله إلى عمان ، وكان موضع احترام وعناية من قبل سمو الأمير عبدالله، وهذا يظهر من خلال الرسائل والتوجيهات التي كان يكتبها سمو الأمير بحق محمد الأمين،
صدر في عام 1923م توصية وتوجيه أميري إلى قائم مقام عجلون علي الكردي(8) باحترام وتقدير للشيخ محمد الأمين المومني ، ولهذا انعم علية بلقب باشا وكان واحدا من عدد محدود من وجهاء عجلون الذين نالوا هذا التكريم .
زاره الأمير عبدالله طيب الله ثراه ، عام 1933م في صخرة وكان برفقة الأمير جلالة الملك فيصل الأول ملك العراق الذي كان في زيارة إلى إمارة شرق الأردن(9) ، وزاره سمو الأمير مرة أخرى في منطقة المومنية وكان يختار منطقة آم الشعر ليصطاف فيها صيفا ، وقد أهدى إلى سمو الأمير عبدالله في إحدى زياراته فرساً أصيلة أهديت فيما بعد من قبل سمو الأمير إلى ملك بريطانيا حسب الأستاذ رائد المومني ، وفي كل زيارات الملك عبدالله بن الحسين إلى منطقة عجلون وجرش ، كان يوصي بمحمد باشا الأمين المومني ليكون في استقباله والسلام عليه، بتاريخ 4 نيسان 1939م صدرت أراده أميريه(10) بتعيين محمد الأمين قاضيا عشائريا في لواء عجلون .
كان للأمين نشاطا سياسيا مكثفا حيث كان يدعى لحضور كثير من الاجتماعات التي كانت تتم بين زعماء وشيوخ شرق الأردن في مختلف المناطق الاردنيه، فكانت له صلة قوية مع شيوخ الأردن(11) ، مثل : مثقال الفايز وحديثة الخريشة وحمد بن جازي وابنه من بعده فيصل الجازي وكليب الشريدة ومن بعده ابنه عبدالله الكليب وسليمان السودي وبركات الفواز الزعبي ، كما كان له علاقة مع الشيخ الشهيد كايد المفلح عبيدات وسالم الهنداوي وعلي الكايد وغيرهم ، ويخبرني ولده رائد المومني أن كثيراً من شيوخ وزعماء الأردن زاروه في ديوانه في صخرة وتناولوا طعامهم في بيته .
زاره عديد من شخصيات الأردن وكان من أصدقائه الذين زاروه المرحوم إبراهيم هاشم رئيس الوزراء السابق والمرحوم وصفي التل والمرحوم فوزي الملقي ، كما نزل في ضيافته الفريق كلوب باشا قائد الجيش الأردني السابق والمشير حابس ألمجالي عندما كان قائدا للجيش العربي وله معه ذكريات جميلة
ترشح المرحوم للانتخابات النيابة في عام 1961م وفاز بمقعد قضاء عجلون(12) ولكن المجلس لم يتم مدته الدستورية بسبب حجب المجلس الثقة عن حكومة السيد سليمان النابلسي ثم حل المجلس .
عرف عن المرحوم محمد باشا الأمين حبة لإصلاح ذات البين وقام بحل كثير من القضايا التي كانت تنشا في عشيرته أو بين العشائر الأخرى في منطقة عجلون وجرش والنعيمه وقاد عدداً كبيراً جدا من جاهات الصلح العشائري في مختلف مناطق جبل عجلون والمناطق المجاورة ، كان له دور كبير في التسامح وإصلاح ذات البين في القضية التي حدثت بين المومنية وأهل سوف وما جاورها عام 1919م والتي راح ضحيتها عددا من الأرواح ، وانتهت بصلحه عام 1921م في بيت الشيخ سالم الهنداوي في بلدة ألنعيمه المجاورة ، في بداية نشأة إمارة شرق الاردن(13) .
دورة في العمل الحزبي :
1 . شارك في عديد من الاجتماعات التي كانت تعقد في شمال الأردن والتي كانت تبحث في الكيفية التي ستصبح عليها الدولة في شرق الأردن وقد شارك مع راشد باشا الخزاعي في الحكومة التي شكلت في جبل عجلون(14) في عام 1920م برئاسة الخزاعي وكان الأمين عضواً في مجلس نواب هذه الحكومة .
2 . شارك في حزيران عام 1928م في المؤتمر الوطني الذي عقد في قرية أم العمد الذي دعي إليه الشيخ مثقال الفايز(15) ، وحضره عدد كبير من رجال وزعماء وشيوخ الوطن ، وكان من مقرراته التي التزم بها جميع الحضور :
مقاومة التغلغل الإنجليزي في البلاد بكل الوسائل. (1)
(2) . إحكام السيطرة على عدم دخول اليهود إمارة شرق الأردن
(3) . إيواء وحماية أحرار وثوار فلسطين المتواجدين في مضارب العشائر الأردنية .
(4) . حماية وإيواء ثوار سوريا المتواجدين في مضارب العشائر الأردنية ومنهم شكري القوتلي وسلطان باشا الأطرش
(5) . مساعدة الشعب الفلسطيني بالسلاح والمال والسلع والمؤن .
3 . انتسب إلى حزب اللجنة التنفيذية الوطني(16) العام (حزب الشعب العام)
الذي تأسَّـس في 6/8/1933م، وكان من ابرز رموزه ، إبراهيم هاشم، نظمي عبد الهادي، ناجي العزام، سعيد الصليبي الفواعير، مصطفى المحيسن، سعيد المفتي ، نجيب الشريدة، علي خلقي الشرايري، قاسم الهنداوي، عبد الله الكليب الشريدة، محمود الفنيش ، محمد الأمين المومني، فايز المجالي، صالح العوران، سليمان بن طريف، ظاهر الذياب، حديثة الخريشا ، حمد بن جازي ، هاشم خير، الخوري أيوب، مطلق أبو الغنم، سعيد حلاوة، خليل المدانات، شمس الدين سامي، طاهر المحمد أبو السمن ، محمد الرشدان، أيوب الصناع .
وكان من أهدافه :
(1) . السعي لتحقيق أماني البلاد القومية.
(2) . مقاومة المطامع الصهيونية.
(3) . السعي لتعديل المعاهدة الأردنية البريطانية (ليس لإلغائها).
(4) . الرقي بالزراعة طبقاً للأصول الحديثة.
(5) . تعميم التحصيل الابتدائي، وإرسال بعثات علمية لتلقي العلوم الزراعية.
كتب ورسائل ودعوات :
يقول ولده السيد رائد محمد الأمين المومني بان والده كانت تصله عديد من كتب ودعوات من شخصيات أردنية وطنية واجتماعية ومن مسؤولين في حكومة الدولة سواء في زمن الإمارة أو ما بعد الاستقلال ، ولديه بعض الرسائل من مسئولين انجليز ممن كان منتدبا للعمل في فلسطين أو شرق الأردن ، وهذه تعطينا مدى تواصل محمد باشا الأمين المومني مع الآخرين ومكانته عندهم وهذه بعض الصور عنها …
الخلاصة :
كان لهذه الشخصية الوطنية علامات بارزة صعب حصرها لأنه وعلى مدى عمره الطويل واصل العمل الوطني والاجتماعي ، وكان له حضوره الكبير عند أقاربه وأبناء عشيرته وأبناء جبل عجلون والأوساط الأردنية … ويعتبر الرمز الذي تفاخرت به أبناء المومنية لشجاعته وكرمه وحسن تدبيره للمطالبة بحقوق عشيرته التي تعد من أكبر العشائر الأردنية من أب واحد ، فقد كان رجلا تقف وراءه عشيرة تسانده ويساندها لأي حقوق تخص أبناء المنطقة والعشيرة الكبيرة
علم أولاده وأحفاده على الكرامة والطيب وعزة النفس والاعتماد على الذات وأوصاهم بمواصلة العلم والعمل حيث أصبحوا بفضل توجيهاته يمتازون بالأخلاق الحميدة والكرم والإيثار ويتسلحون بالعلم والمعرفة ومحبة الأرض والوطن والقيادة الهاشمية …
ولتسليمنا بان الموت حق إلا أن أبناء عشيرة المومنية وجبل عجلون والوطن خسر بموت محمد باشا الأمين المومني قامة وطنية واجتماعية كبيرة ……
المرجع :
كتاب مخطوط بعنوان ( شخصيات عجلونية وأثرها في المسيرة الأردنية ) للباحث / محمود حسين الشريدة
ملاحظة :
يرجو الباحث ممن لدية معلومات عن هذه الشخصية العجلونية الكبيرة ولم تذكر في هذه المقالة تزويدي بها لطفا …
2 تعليقات
مومني22
من التاريخ المنسي ايضا الشيخ جنيد قاسم المومني ومحمد سالم الجنيدي
ابن المومني
تاريخ نفتخر فيه ونفتخر بهذا الارث العشائري
بارك الله فيكم وكالة انجاز الاخباريه التي تسعى دائما بنشر سيرة رجال الوطن وشيوخ العشائر
رحم الله كل شيوخنا اب عن جد وارث عائلة باشا الامين المومني
وطولت العمر لشيخ عشيرة المومني الشيخ مازن علي الامين المومني وعمه رائد الامين المومني
—- ودمتم بود وتقدير ابناء عشيرة المومني اينما تواجدو
مع كل الشكر والاحترام للباحث والكاتب
و لمدير وكادر وكالة انجاز الاخباريه