اسعد العزوني
النار تأكل بعضها
أفضل ما يقال بخصوص الصراع الدائر بين ولي عهد إمارة أبو ظبي مبز وولي عهد السعودية مبس،اللذان خاضا عمليا في المحرمات القومية والدينية والإنسانية ،وأشعلا الحرائق هنا وهناك من أجل إرضاء مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،هو:”النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله”،وسنرى غدا مشاهد دراماتيكية في الخليج بعد أن رفض مبز الوساطة الكويتية.
إبان حصار قطرصيف العام 2017 ،جرى تسريب تسجيل خطير على لسان سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قال فيها:”لا تظنوا إننا ندعم السعودية أو نتحالف معها،بل نحن نعمل على توريطها لإضعافها بسبب وجود ثارات قديمة بيننا”،وهذا هو التفسير الصحيح لمجريات الأمور بين الإمارات والسعودية ،إذ أن الإمارات ورطت السعودية بحصار قطر ،وبالحرب على اليمن لإنهاكها ،وها هو مبز يقفز على السعودية بتطبيعه التهويدي مع مستدمرة الخزر في فلسطين،في حين لا يجرؤ مبس على ذلك خوفا من ردة فعل شعبه.
معروف إن صراع العائلات الخليجية الحاكمة لم يتوقف منذ أن هيمنت بريطانيا على الخليج بعد إكتشاف النفط عام 1905 ،وتم شرعنة تلك الهيمنة في مؤتمر كامبل الذي أنهى أعماله عام 1907 في لندن بعد إنقاد دائم إستمر لسنتين ،وصدرت عنه وثيقة كامبل السرية،وأصبحت بريطانيا هي المايسترو في الخليج وتسيطر على الجميع وتحلب من الجميع ،وبعد إنهيار بريطانيا بفعل الصهاينة ،تسلمت أمريكا العهدة ،وها هي أمريكا بفعل الصهاينة أيضا تستعد لمغادرة الخليج.
كنا نظن أن تأسيس مجلس التعاون الخليجي يندرج ضمن أمانينا الوحدوية،ولكن الأيام أثبتت أن ذلك عبارة عن محاولة من قبل السعودية للهيمنة على دول الخليج العربية ،ومنع العراق من التواصل مع دول الخليج العربية ،ولكن الكويت وقطر وسلطنة عمان ،وقفت بالمرصاد للسعودية،وأفشلت العديد من مشاريعها مثل العملة الموحدة على سبيل المثال،وها هو المجلس يتداعى بعد التطبيع التهويدي مع مستدمرة إسرائيل الخزرية ،وتماهي الإمارات بصورة غير متخيلة مع المشروع الصهيوني،وما فاق التصور والخيال هو قيام الإمارات بتجنيس 10 آلاف صهيوني من كبار رجال الأعمال وخبراء الأمن والجيش والتقنية،وبحسب القوانين المعمول بها في مجلس التعاون الخليجي فإنه يحق لهؤلاء التوطين في دول الخليج الأخرى مثل السعودية وشراء الأراضي والعقارات في مكة والمدينة.
لم تكتف قيادة الإمارات بذلك ،بل عمدت إلى إقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية على الحدود مع السعودية ، وتكثيف تهريب البضائع التركية والإسرائيلية والإماراتية داخل السعودية ،بعد قرار سعودي يقضي بوقف إستيراد هذه المنتجات من الإمارات،وها هو مبز يصعّد مع الرياض برفضه الوساطة الكويتية والإستقواء بمستدمرة الخزر التي تريد من مبس التطبيع العلني معها ،بسبب ما تتمتع به السعودية من ثقل ديني وإقتصادي وسياسي في المنطقة على وجه الخصوص،فتطبيعها سيفتح المجال لدول إسلامية كبرى مثل إندونيسيا والباكستان،وستصبح منظمة التعاون الإسلامي وعدد أعضائها 57 دولة عربية وإسلامية ضمن نادي التطبيع مع مستدمرة إسرائيل.
هناك أسئلة تطرح نفسها منها :ما هو إنعكاس هذا الصراع على الحرب الدائرة في اليمن؟ وما أثره على مجلس التعاون الخليج الذي تصدع كثيرا بفضل سوء سياسات البعض؟ولماذا رفض مبز وساطة الكويت؟ وما هو دور مستدمرة الخزر في تأجيج الصراع؟وهل للتفجيرات الأخيرة في ميناء جبل علي علاقة بهذا الصراع ،خاصة وإنه تم إعتقال أحد الصهاينة المتواجدين في المكان لحظة الإنفجار؟
عموما فإن كافة المؤشرات والقراءات تفيد إن مبز سيدفع ثمن إندفاعه غير المدروس بإتجاه مستدمرة الخزر،ومؤامراته اللامحدودة ضد الدول العربية بدءا باليمن وإنتهاء بمصر مرورا بالأردن والعراق ودول الخليج وتونس وليبيا وأريتيريا والصومال والجزائر ،وبالتأكيد فلسطين وسوريا ولبنان ،وقد سجل فشلا ذريعا رغم الخسائر التي تسبب بها،وعليه فإن مستقبله غامض وسنسمع قريبا ما سيؤول إليه ويحدث له،خاصة بعد توزيع التسجيل الخاص المتعلق ب مبس.