اسعد العزوني
الطيار النشمي يوسف الهملان الدعجة
من يقول أن الأمة ماتت وقبرت رجولة أبنائها ،ليس منا ولا نحن ننتمي إليه،لأننا نؤمن بأن هذه الأمة عريقة وحيّة ولن تموت رغم فترات مواتها ،بسبب المقاولة التي نفذها المندوب السامي البريطاني السير بيرسي كوكس مع الوهابي الملك عبد العزيز في جزيرة العرب،مقابل تنازله لهم عن فلسطين،وكتب في وثيقة العار:”أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لا مانع لديّ من إعطاء فلسطين لليهود”المساكين”،وفق مايراه السير بيرسي كوكس مناسبا ،وحسب رغبة بريطانيا التي لن أحيد عنها عنها حتى تصبح القيامة”.
ما نقوله ليس إنشاء ولا تمنيات أو رغبات ،بل هو مستمد من الواقع المعاش،ففي عام 2017 ،ظهر الطيار الأردني النشمي الكابتن يوسف الهملان الدعجة فوق القدس المحتلة ،وفاجأ البعيد قبل القريب بإعلانه لركاب طائرته المتجهة إلى نيويورك ،أنه يحلق فوق القدس المحتلة في طريقهم إلى أمريكا ،وهو يعرف من معه من الركاب من يهود وأمريكيين وغيرهم،وحق إطلاق لقب أيقونة القدس عليه.
بالأمس ظهر طيار عربي تونسي حر آخر ،إسمه الكابتن منعم الطابع الذي كان يعمل طيارا مدنيا في شركة طيران الإمارات ،وهزّ صناع القرار في الإمارات برفضه الإقلاع بطائرته إلى تل أبيب”تل الربيع”،لتكريس رفضه للتطبيع التهويدي الذي ينفذه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وغامر بلقمة عيشه مقابل الحفاظ على كرامته ومبادئه،وتعبيرا عن حقيقة الشعب التونسي العربي الفينيقي الذي ينتمي إليه، وكان رد فعل مشغليه المنسحقين أمام مستدمرة إسرائيل :”إذا لم تطبع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،فلا مكان لك في الإمارات”،وعلاوة على ذلك قاموا بإجباره على غلق حسابه في الفيس بوك إثر نشره سبب فصله التعسفي عن العمل.
قلنا في مقالات سابقة أن التطبيع الإماراتي غير مسبوق لأنه تطبيع تهويدي طال الشرف والكرامة والعرض والدين،وها هو طيران الإمارات المدني ،يضع بصمته النجسة في الموضوع،بعد أن شارك طيران الإمارات العسكري في عدوانات جوية إسرائيلية على قطاع غزة لقتل المدنيين الفلسطينيين،وتدمير البنى التحتية الفلسطينية هناك،والغريب في الأمر أن طيران الإمارات أنكر وجود الطيار التونسي منعم الطابع ضمن كادره،وقال أنه موجود فقط في وسائل التواصل الإجتماعي.
ما حصل مع الطيار التونسي الشريف والحر،يعد رسالة واضحة لكافة العمالة العربية على وجه الخصوص،مفادها :إما التطبيع أو الترحيل ،كما فعلوا مع المطرب الفلسطيني الشاب محمد عساف ،ولا نكشف سرا عندما نقول أن سلطات الإمارات توظف كلا من الجاسوس محمد دحلان ورجل الأعمال حسن إسميك،للضغط على الأردنيين والفلسطينيين العاملين في الإمارات كي يوافقوا على تطبيع الإمارات وينخرطوا فيه ،وإلا فمصيرهم الطرد والحرمان من العمل،علما أن هناك صراعا محتدما بين حكام الإمارات وولي عهد أبو ظبي مبز ،حول سياساته المرفوضة ،ويتقدمهم حاكم إمارة الشارقة العروبية الحرة الشيخ سلطان القاسمي الذي يرفض التطبيع بكافة أشكاله.