كامل نصيرات
قد يكون أغلبكم إن لم يكن كلّكم قد جرّب (الدمّل)..ولا أعرف نصيب كل واحدٍ منكم أين كان في جسده ..؟ وللعلم الدمّل ليس له موعدٌ محدد للمجيء ويحبّ دائماً التكرار ..ويا ويلك إن جاءك في مكانٍ غير لائق أو مكان يعيق حركتك أو يمنع (شوبرتك) إذا كنتَ كثير الحركة ..!
تولّد لديّ في السنوات الأخيرة كثيرٌ من الأسئلة حول المواطن العربي ..فلم يعد (تصفيقه) يعجبني ..ولم يعد غناؤه يطربني..ولم يعد مشيه يغريني على المشي معه ..ولم يعد جلوسه في أيّ مكان يبعث على الراحة لأنه غير مرتاحٍ بجلسته ..ولم يعد نومه متواصلاً وحتى شخيره لم يعد (مموسقاً) ..أين الشخير الذي زمان حيث كان يهزّ الجدران وجدران الجيران أيضاً ..؟؟!!
بالمحصلة ..إنه مواطن مطعونٌ بكل قدراته ..كلّها يعني كلّها ..الداخلية قبل الخارجية ..العميقة قبل السطحيّة ..مواطن لا يعرف يتكلّم بوضوح ..لا يعرف يرقص بإبداع..لا يعرف يبكي باحتراف ولا يعرف يضحك بتشدق واسع ..
أخيراً اكتشفتُ السرّ..إنه المواطن الدمّل..أو المواطن المليءُ بالدمامل ..!! تخيّلوه فقط و ستُفَكُّ لديكم ألغازٌ كثيرة ..الدماملُ في عينيه ..في شفتيه ..في رجليه وفي يديه ..في ظهره وفي جنبيه ..وانزلوا (تحتاً شويّة)..! حتى في منخاريه حيث يصبح الشخيرُ بعدها أحد عيوب الوجود الإنساني لأن الصوت الصادر من هناك ليس إلا صوت انفجاراتٍ وليس شخيراً محترماً..!
ماذا تتوقعون من مواطنٍ كلّ (دُمّلةٍ) فيه إذا انفجرت و خرج قيحها ؛ خرجت (دُمّلةٌ) جديدة أكثر قوّة و أوسع مكاناً و أملأُ قيحاً..؟؟ ما تريدون من مواطنٍ احتلّته الدماملُ ولم يعد في جسده مكان شاغرٌ لأيّ (دمّلةٍ) جديدة ..!
اعتذر من حضراتكم جميعاً لهذه الصورة الدمليّة القاسية ..ولهذا التوصيف الأسود من الأسود ..و أعتذر ثانيةً ؛ فليس لديّ يدان سليمتان كي تطبطب عليكم بالخداع ..فاليدان المليئتان بالدمامل تعرف كيف تكتب برؤوس الأصابع ولكنها تعجز عن الطبطبة بباطن اليدين ..!