زياد الرباعي
العشائر والمناصب
زياد الرباعي
للعشائر ورجالاتها دور في الحياة السياسية لا ينكره التاريخ ، وهو حاضر دائم ومؤثر في مناحي الحياة ، ولكن لا يجوز الارتهان اليه في كل المجريات والمواضيع ، وعند كل انتخابات أو تعيينات في المناصب العليا.
الكل يعرف ان هناك محاصصة تتعلق بالمناطق أو الاحزاب على قلتها ، وهناك إسترضاء للبعض ، وليس المعقول أن تستشار كل المحافظات والعشائر والافخاذ عند اجراء التعيينات ، لان كل العشائر تشعر انها مظلومة ومهمشة.
ما دامت المعايير بعيدة عن الأسس المتعلقة بالكفاءة سنبقى نبحث عن المحاصصة لنصل الى مرحلة لماذا عينت اخي ولم تعيني.
عشائر اختلفت عند الاجماع لاختيار مرشح للنيابة وفشلت في ايصال أي منها الى البرلمان ، تعود الان وتتحدث عن التهميش والاقصاء ، كأن المسؤول عن التعيينات يجب أن يملك قائمة بالعشائر ، يرى كيف يملأ الفراغات ، لان المطلوب محاصصة أضيق من العشيرة بالمجمل ، فالعشائر تنقسم الى شيوخ ورعية ، وطبقات عليا ودنيا ، ولا يجوز « للعين ان تعلو عن الحاجب» في الثقافة العشائرية ، وعلى هذا المنوال يحث البعض من الطامحين بالمناصب على حراك عشائري من خلال اجتماعات وبيانات تطالب بحصتها من المناصب.
في الديمقراطية والانظمة البرلمانية ، يجب ان تكون الكفاءة المعيار الوحيد للتعيينات دون النظر لحصة المحافظة واسم العشيرة ، ولكن من حق العشائر والمناطق – كما يرى البعض – ان تطالب بحصتها ما دامت فوضى التعيينات قائمة والعدالة غائبة ؟
فالاولى بنا ان نركز على الكفاءة في كل التعيينات.
الراي