أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
العقل هو مجموعة من القدرات الإدراكية، والتقييمية، والتذكّرية، وإتخاذ القرارات. ويمكننا إعتباره في بعض الحالات أحاسيس، وتصورات، وعواطف، وذاكرة، وتفكير، ورغبات، ودوافع، وخيارات الإنسان. ويعتبر اللاوعي أيضا عند الإنسان في الاحلام، بالإضافة إلى التّعبير عن السّمات الخاصة بشّخصيّته(ها). وهي ظاهرة يمكن إدراكها، ويمكن أن يكون العقل خارقا أو فائقا عند البشر كما هو عند بعض العلماء المشهورين في العالم من علماء الذرة والفضاء والفيروسات وغيرها. نعود للتذكير فيما كتبناه سابقا في هذا الموضوع، وهو أن الله عندما خلق الملائكة خلقها بعقل دون غريزة ولهذا فالملائكة لا تتكاثر. و عندما خلق الله الحيوانات خلقها بغريزة ودون عقل (يوجد عند الحيوانات ظاهرة عقل محدودة جدا فقط). وأما الإنسان فكرمه الله وخلقه بيديه وبعقل كبير وغريزة للتكاثر فإذا غلبت غريزته على عقله أصبحت تصرفاته كالحيوان، وأما إذا غلب العقل على الغريزة فأصبحت تصرفاته كالملائكة. وكما يقال: العقل زينة واللي بلاه حزين أو حزينة. وأما الجن فخلقهم الله بغريزة للتكاثر وعقل ولكن ليس كالإنسان فالله أعطى الخيار للإنسان في إختيار أعمال الخير أو الشر (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ(البلد: 10))، وارسل الرسل والأنبياء لهدايته (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). فالإنسان هو الإنسان في خلقه وتكوينه سواء أكان عربيا أو اجنبيا إلا ان بيئتة ونشأته ولغته تختلف من مكان لآخر (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)).
إلا أن بعض الإناث والذكور، من بني آدم من العرب مسلمين وغير مسلمين او الأجانب آثروا على أنفسهم إتباع قرنائهم من الجن الذين يدعونهم إلى أعمال الشر ليجعلونهم أشقياء في دنياهم وأخراهم ويدخلونهم النار (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ، قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ، مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ، يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ (ق: 27-30)). ورغم المحاولات العديده مع هذا النوع من الإناث والذكور لهدايتهم ونصحهم وتوجيههم ولكن دون فائدة مرجوة منهم، وكأن قول الله تعالى فيهم نافذ (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان: 44)). ولو يعلم الإنسان ذكرا كان أم انثى مسبقا حقيقة عقل شريكه في الحياة الدنيا ذكرا كان أم أنثى لتفادي شريكه منذ البداية ممن لا يسمعون أو يعقلون، ولكن لله في خلقه شؤون، ربما لإمتحان بعضنا ببعض كما قال (وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمْحَقَ ٱلْكَٰفِرِينَ (آل عمران: 141)). وقال أيضا (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر: 10)). اللهم إجعلنا من الصابرين حتى ندخل الجنة من غير حساب ولا سابق عذاب، فإذا كنا ممن إبتلاهم الله بأحد هذه الإبتلاءات الصعبة جدا نسجل في سجل الصابرين (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (البقرة :155)).