
الصحفي غازي العمريين
العمل الطوعي..
* بقلم غازي العنريين
تختطف الايام منا فرصا ثمينة من الحياة، وتغتصب اللحظات الصعبة، سعادتنا وبوحنا، ونظراتنا للبعيد.
بعد أن صعدت عجلة السنين، حملتني وهنا على وهن، ستون ربيعا، وانا احلم، وتتراقص أمامي الامنيات، كنت فيها اضرب اخماسا بأسداس، تلك الجملة التي قلتها حين صرت جدا لعيسى.
قبل أن الج للمدرسة في السلع، القرية التاريخية، جنوبي الطفيلة، كنت مشحونا بالطاعة لابي، ومكرها على التوافق مع جو الاسرة العريضة، والهم الجمعي للناس.
ثم كنت طفلا في الابتدائية، مع رفاقي، الذين اذكرهم، رغم عناد الذاكرة، فكنت صديقا لطفل اسمه ” نومان” قبل الصف الرابع عام 1963
وكان من علمني ابخط هو الراحل شعبان المر، ومن حاول افهامي الرياضيات هو المعلم خليل الشاعر، مع ان محمد ذيب كان اول من زرع اللغة في كياني.
ثم الاعدادية، التي هزني فيها الوجد للغة الانجليزية، على اوتار جادة للمعلمين خليل عمرو وعطالله البداينه، لكنني فيها لا انسى صفعة المعلم ضيف الله القرالة، القاصمة، كانت بوابتي لنيل شهادة المترك.
وفي الثانوية، اسرح كثيرا في استذكار معلمين نجباء أمثال الراحل محمد الزغايبه، وهو يضع التاريخ أمامك، في ارجاء الارض، وعلي صالح للانجليزي، وعلى الهلول للعربي،وسليمان الهريشات للفلسفة، وسليمان الفريجات للفيزياء، وسليمان القوابعة للجغرافيا، قامات سأكتب ذوب فؤآدي عنها لاحقا، وعن زعامات التربية والتعليم الراحلين.
وللخروج مهاجرا للعلم في قرية حوارة، ومعهد المعلمين فيها، بعض تفاصيل ايامي، مع الاصدقاء من الشمال، والرفاق من الجنوب، وامسيات شارع البارحه ورحلات الجمال في ارجاء اربد . وجلال العيون.
أيام عمري، ولحظات حياتي، كتبت فيها عبثا لا يطاق، ووجلا ليس له احصاء، ونزوعا الى التغيير من التربية الى الرغبة بالعمل خارج الاردن، الى ملازمة اليابانيين عامين في سنة 1982 وما ادراك ما اليابانيين، كانت الصحافة كالبرق العابر، تلمع بين عيوني، فعاقرتها منذ 1980
محطات في حياتي تحتاج الى اكثر من كتاب، هي ليست السيرة الذاتية، قدر ما تحمل من تاريخ للمنطقة في الطفيلة، وتوثيق للحياة في الاردن، مع الةاس والطبيعة والنماء.
عل الله يكون في العون، لكتابة ومضات عن الطفيلة، وعن الجنوب, العمل الطوعي..