الصحفي حازم الخالدي
هم يريدون القضاء على (حماس).. يعتقدون أنها مصدر الشر والعنف والإرهاب ، كل التبريرات عن انتهاك وقف إطلاق النار كانت كاذبة ، كما كانت الهدنة من جانب الاحتلال تحيكها خطط خبيثة يراد منها تنفيذ اغتيالات وكشف معلومات سرية لم تتوصل إليها الآلة الصهيونية خلال العدوان منذ 7 أكتوبر.
الكذبة الكبيرة التي يروج لها الصهاينة ، أن هذه الحرب لن تنتهي حتى يتم القضاء على (حماس)، وهي كذبة يتمسكون بها لإقناع العالم بتبريراتهم لقتل الأبرياء وتنفيذ مخططاتهم بالبلطجة والسرقة والنهب ، وهي كذبة لا تنطلي علينا العرب الذين عرفنا كل مؤامراتهم وآلاعيبهم منذ أن دخلوا إلى فلسطين في مجموعة عصابات ، وفي كل حادثة تتكشف أكاذيبهم وقد ظهرت هذه الحقائق الآن بكل علانية أمام كل العالم الحر، بأن هذه الفئة من البشر لا تعرف سوى الكذب ، حتى لو ظهرت حركات مقاومة جديدة أو تم القضاء على( حماس )وهذا لن يحصل ما دام هناك احتلال لفلسطين، ولكل هذه المسوغات الكاذبة ، سوف تظل تردد في عقلية الصهاينة وسيخترعون الذرائع التي يسوقونها لتنفيذ جرائمهم .
ما يحصل في غزة شيء مريب لم يحدث من قبل، فالهدف ليس (حماس)، وإنما هناك أهداف كبيرة لهؤلاء المحتلين، لا تتوقف عند فلسطين ومن يرى ذلك، فهو واهم، ولا يعرف حقيقة الصراع ولا أبجديات السياسية ولا التاريخ، فما تريده ” إسرائيل” هو القضاء على الشعب الفلسطيني، ومحوه عن الوجود، فكل عمليات القصف والتدمير؛ لا يموت فيها سوى المدنيين ، الذين يسقطون يوميا بالمئات ، بعد أن انعدمت الأماكن الآمنة التي يمكن للغزيين أن يذهبوا إليها، فالقصف يتركز على المنازل والمدارس والممرات الآمنة والمستشفيات حتى كدنا أن نقول عنها أنها (حرب المستشفيات)، فمن شدة القصف لم يعد للفلسطينيين الوقت الذي يمكنهم من العثور على أطفالهم تحت الأنقاض.
ما تريده ” إسرائيل” ليس القضاء على (حماس) ولن يتم ذلك ، فما تريده أن تبقى غزة فارغة ، كما كل مناطق فلسطين فارغة إلا من هذه العصابات، وما تريده هذه العصابات في هذه المرحلة تهجير السكان ونهب ممتلكاتهم.. يريدون غزة صحراء قاحلة بلا سكان ، ولو استطاعوا أن يغيروا رمالها لفعلوا ذلك .
تقول “إسرائيل” إنها لن توقف الحرب حتى تكمل هدفها المعلن المتمثل في تفكيك البنية التحتية العسكرية ل(حماس) والقضاء على الجماعة الإرهابية باعتبارها القوة المسيطرة في غزة، و”إذا لم ندمر حماس، فإن وجودنا هنا سيكون في خطر”.
ما يحصل في غزة ، عملية مخطط لها بتحالف صهيوني أميركي، ودول حليفة ، ودول تلوذ بالصمت وتساعد هذا الكيان ، فالصمت هو الذي جعل سلوك هؤلاء الاعداء ليستمروا في عملياتهم ، والصمت هو الذي زاد من وحشيتهم وجعلهم يتمادون في الإجرام ، ولا أحد يريد إيقافهم ، الصمت يضع الشعوب العربية أمام تساؤلات ؟
متى سيكتفي هؤلاء المجرمون من القتل؟ ومتى نضع حدا لهم بعد أن تجاوزوا كل الأعراف.. ومتى نستيقظ من الصمت؟