
د فخري النصر
يُمكن تعريف الكذب بأنّه سلوك اجتماعي مُكتسب يتمثّل بإيصال معلومات مزيّفة، وغير مُطابقة للواقع للأخرين، مع تبطين نيّة الخداع والمراوغة؛ وذلك بقصد تحقيق منافع، أو مكاسب معيّنة، أو للتهرّب من تحمّل مسؤولية أخطاء، وأفعال غير سويّة مرتكبة، الأمر الذي يُخلّف العديد من الأضرار، ويخلق الكثير من المشاكل بين أفراد المجتمع.
ويحرم الإسلام الكذب ،قال تعالى: (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) [ سورة غافر: 28] وقال تعالى في سورة الحج:30 (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، والكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الله محمد ص ، فعن عائشة بنت أبي بكر (ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة).
الكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (أربع من كن فيه كان منافقًا خالصاً، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر) .
وأعظم أنواع الكذب في الإسلام هو الكذب على الله وعلى رسوله، ويكون الكذب على الله بتحليل حرام وتحريم حلال، قال تعالى : (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) [ سورة الزمر ]، ويقول النبي محمد ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار.
وهناك بعض العلامات والحيل لاكتشاف الكذب.
1- الاستماع إلى نغمة وإيقاع الصوت، وملاحظة هيكل الجمل : في كثير من الأحيان عندما يتحدث الشخص بغير الحقيقة فإنّ كلًا من نغمة وإيقاع صوته تتغيران قليلًا، فقد يبدأ في الكلام بسرعة أكبر أو أبطأ، وبنغمة صوت أعلى أو أقل مما كانت عليه من قبل، بالإضافة إلى أنّه في كثير من الأحيان تصبح الجمل التي يستخدمونها أكثر تعقيدًا.
2- تقليل أو حتى إيقاف التحدث عن التنفس: نرى من يكذب يبدأ أحيانًا في إزالة نفسه من القصة التي يرويها، وبدلًا من ذلك يقوم بتوجيه التركيز على الآخرين. لذا، سوف تسمع عدد أقل من “أنا”.
3- إعطاء الكثير من التفاصيل: غالبًا ما يتحدث الكذاب كثيرًا ويهتم بإعطاء العديد من التفاصيل؛ ليبدو أكثر إقناعًا. إذا كانت القصة التي يحكيها لك ليست حقيقيةً ، فاطلب منه الإجابة عن أسئلة من شأنها جعله يعيد إخبارك بها مرة أخرى لتكتشف ما إذا كان هناك تناقضات بين الروايتين أو سؤاله عن تفاصيل أكثر عمقًا من داخل القصة، فإن لم يكن قادرًا على ذلك أو وجدته يحاول التهرب من الإجابة أو تغيير موضوع الكلام، فهناك احتمالات أنّه يكذب.
4- تعديل وضعيته ليشعر بالراحة: شخص يكذب هو شخص لا يشعر بالراحة. لذا، غالبًا ما نجد أنّ الكذاب يكثر من الحركة ويحاول تغير مكانه أو حتى مجرد تعديل الوضعية التي يجلس أو يقف بها، أو أنّه يلمس أشياء أمامه مرارًا وتكرارًا، المهم أنّه لا يثبت على نفس الحركة، غير أنّه عندما يخفي شخص ما الحقيقة، فإنّه يميل إلى خلط أقدامهم أو وضع الذراعين بشكل متقاطع أمام الصدر في محاولة لمنح أنفسهم شعور بالحماية.
5- حك أو لمس أجزاء من الجسم: عندما نكون تحت الضغط يتوجه الدم بعيدًا عن الأنف والأذنين واليدين، مما يجعلها أكثر برودة. لذلك، قد يكون الكاذب أكثر عرضةً لحك أو لمس هذه الأجزاء من الجسم باستمرار.
6- التحديق أو تجنب الاتصال البصري: كلما شعرنا بالذنب تجاه شخص ما. لا يمكننا أن ننظر تمامًا في عينيه أو نستمر في المحافظة على تواصلنا البصري معه بنفس الطريقة، فترى الكاذب ينظر في كل مكان حوله إلّا عيني من يخاطبه، في حين أنّ الكذاب بشكل متعمد قد لا يتجنب الاتصال البصري على الإطلاق، بل على العكس. إذ أنّك قد تجده في حالة ترقب.
7- اكتشف محاولات إخفاء العواطف: كتصنّع الابتسامة: على الرغم من أنّه يمكن أن نخفي بعض المشاعر، إلّا أنّه من الصعب للغاية إظهار ابتسامة وهمية، فالابتسامة الحقيقية تتحرك معها كل عضلة من عضلات الوجه، أمّا تلك الوهمية فهي تحرك فقط النصف السفلي من الوجه.
الآن، إذا وجدت ثلاث أو أكثر من العلامات المذكورة أعلاه، فلديك سبب للاشتباه بأنّ الشخص الذي أمامك يكذب، وفي مثل هذه الحالة يجب عليك دائمًا التعامل معه باحترام وتجنب إحراجه بالاتهامات وافترض حسن النية، لكن فقط لا تأخذ كل كلامه على محمل الجد.