د. عبير الرحباني
ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى معركة الكرامة وعيد الأم والربيع
دعونا نجمع غداً.. الكرامة والأم والربيع في قالب وطني مخلص صادق الأنتماء
دعونا نحافظ على ما تبقى من كرامتنا في إعلان موقف صارم لكل من تسول له نفسه خراب الوطن وتدميره
دعونا نحافظ على البطن الذي حملنا وما يزال يحملنا بعد بطن الأم
دعونا نقف وقفة الشرفاء وقفة الرجال التي تدافع عن الوطن ضد كل الجهات الخبيثة التي تحيك له المكائد والمصائب ولا تتمنى له إلا الدمار
دعونا نقف وقفة وطنية واحدة.. وقفة انتماء وولاء حقيقية للوطن وقائد الوطن
فمن عِبر معركة الكرامة ودروسها نتعلم بان الأوطان لا تحميها إلا سواعد ابنائها .. ولا يُعليّ صروح مجدها إلا البذل والعطاء والاخلاص والانتماء لترابها الغالي
فالولاء للهاشمين لا يعني قبول الهاشميين ملوكاً على الأردن بقوة السلاح أو نتيجة حركة عسكرية .. بل يعود هذا الولاء الى اصول الهاشميين الرفيعة .. كونهم أحفاد النبي وقادة الثورة العربية الكبرى .. ويقوم هذا الولاء على العلاقة التعاقدية بين الأردنيين وملوكهم على مر التاريخ .. حيث أن فلسفة الهاشميين في الحكم كلها قواعد تربية واخلاق اساسية .. زرعها الهاشميون فأرادوا وطناً قوياً .. وشعباً عظيماً وجيشاً عربياً مخلصاً أميناً
فالاردن كبير بمبادئه وقيمه .. كبير بعروبته.. كبير بقيادته الهاشمية .. كبير بشعبه العظيم .. وهذا مصدر فخر واعتزاز لكل أردني صادق الإنتماء والولاء .. فلا مصلحة تلعو على مصلحة الوطن .. الذي لم يبخل يوماً على مواطنيه من شتى المنابت والأصول بالعطاء والإحتضان والدفء والأمن والامان
فكم من شعوب فقدت أوطانها تحت مسمى ( الربيع العربي ) وكان ربيعاً وهمياً .. وكم من شعوب تشردت وفقدت كرامتها تحت مسمى ( الربيع العربي) ونالت كرامةً وهمية
فدعونا نحافظ على الربيع المتبقي للوطن .. دعونا نجعله ربيعاً مختلفاً عن أي ربيع .. كي لا نخسره .. الأردن اليوم لا يحتمل مواجهات ولا صراعات .. يكفيه صراعه ما الوباء اللعين .. ولا نريد ان يكون هذا الوباء فرصة يستغلها الحاقدون والمندسون والكارهون والساعيون لتخريبه ..
وعلى الرغم من كل الايدي الخبيثة في الداخل والخارج والتي تحاول زعزة الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي تحت مسمى الجوع والبطالة والفقر وتحسين الاوضاع .. فان الاردن قوي وسيبقى قوياً وصامداً في وجه كل الحاقدين والمرتزقة والأقلام المأجورة .. والأبواق الفارغة.. الاردن كبير بقائده وشعبه وجيشه العظيم…
فالوطن هو السند لمن لا ظهر له .. وهو الحضن الثاني الذي يحضننا جميعاً بعد بطن الأم .. هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب
الوطن هو كرامتنا وإنسانيتنا .. فلا كرامة لنا من دون وطن.. الاردن اليوم لا يحتاج الى شعارات واهازيج ومواويل .. الوطن اليوم يحتاج الى مواقف صارمة من ابناء شعبه للتصدي لكل ما يحاك له من فتن وشائعات وتحريضات
العمر في الأوطان لا يُقدر بثمن .. لهذا… فان كنوز الغربة تعجز عن شراء وطن
فجميعنا حول هذا العرش نحرسه .. قلوبنا وعليه تسهر الُمقلُ .. يا قائد الوطن الغالي ورائده .. من فيض روحك فينا يُشرق الأملُ