اسعد العزوني
يكفي دولة الكويت فخرا أنها رفدت الثقافة العربية برافد ما يزال في عنفوانه حتى يومنا هذا ،وهو مجلة “كتاب”عالم المعرفة ،الذي كان وما يزال إسما على مسى ينتظره المثقف العربي أينما كان على أحر من الجمر ، ويتلقفه من المكتبات بسعر رمزي .
لم يكن هذا المشروع الثقافي الكويتي عابرا ،بل كان مدروسا ويهدف إلى دعم الثقافة والمثقفين العرب ،بتقديم وجبات تثقيفية دسمة شهريا وعلى مدى 475 شهرا ،وأسهمت الكويت مشكورة في نهضة وإستنهاض أكثر من جانب في الوطن العربي ،رغم محاولات البعض إغراق العرب في الظلام ،خدمة للأجندة الصهيونية وتفعيلا لما ورد في وثيقة كامبل السرية الصادرة عام 1907 عن مؤتمر كامبل في لندن بعد إكتشاف النفط في المنطقة.
عمل هذا المشروع الكويتي الدائم والمدروس على تـنشيط الثقافة العربية بشكل عام ،من خلال رفد المكتبات العربية بهذه الوجبة الدسمة وبسعر رمزي ،كما أنها قامت بدعم وتنشيط حركة التأليف والبحث العلمي والكتابة والترجمة ،بمعنى انها أسهمت في توفير العيش الكريم للعديد من الباحثين والكتاب والمترجمين العرب ،الذين حشروا في زاوية التهميش يطحنهم الفقر .
كما أدخلت مجلة عالم المعرفة حقولا عديدة في مجال الإبداع إلى العالم العربي ،من خلال نشرها التقارير والبحوث العلمية الرصينة المحكمة والعالمية ،دون إرهاق القاريء أو الباحث العربي ،وهذه خطوة تستحق الكويت عليها ألف ألف شكر ،لأنها تعمل جادة على تعميق التنوير في العالم العربي، ردا على البعض الثري الغبي الذي يعمق الظلامية ويحلق الداعشية بوهابيته التي أسس لها اليهودي شوليمان القرقوزي من مدينة بورصة التركية الذي كان يعمل بائع بطيخ ،وتحول إلى تاجر للدين من أجل تشويهه ،وجرى الإتفاق مع محمد بن سعود على الشراكة السياسية الدينية بينهما في نجد بعد أن كشفا عن هويتهما اليهودية.
بين يدي آخر إصدار للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب –الكويت،بعنوان “إكتشاف بحار العالم ..من العصر الفينيقي إلى الزمن الحاضر”،تأليف مايكل نورث وترجمة عدنان عباس علي،وهو كتاب ضخم يتضمن 430 صفحة ،ويحمل الرقم 475،ويمثل مرجعا علميا مهما للباحثين العرب،وكنت إشتريته بدولار مع أن سعره لو بيع خارج نقاق دعم دولة الكويت سيفوق الخمسين دولارا.
نجحت الكويت منذ إستقلالها في تأسيس دولة بمعنى الكلمة ،وإعتمدت الثقافة والتنوير ضمن جوانب نهضتها ،وسجلت رقيا ونهضة لا ينكرها إلا أعمى أو جاهل حاقد ،وكانت دولة عربية مسلمة تضاهي العديد من دول الغرب،الأمر الذي أثار حفيظة البعض في الخليج وهم أبناء مردخاي بن أبراهام بن موشيه بني القنينقاع المغتصبين لأرض الحجاز ،والساعين لبسط سيطرتهم وهيمنهم على بقية دول الخارجية ،فقاموا بتوريط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في الكويت بعد أن ورطوه في حرب قذرة مع إيران، إستمرت ثماني سنوات واكلت الأخضر قبل اليابس،وأرادوا بذلك توريط الكويت مع العراق لإضعافها ولي ذراعها كما يقول المثل ،حتى يسهل عليهم الهيمنة عليها ،لكن الله سلم ونهضت الكويت من جديد ،الأمر الذي أثار سعار أبناء مردخاي على الكويت ،فتحالفوا مع الصهيوني كوشنير الذي هدد بتغيير النظام في الكويت في حال إستمرت داعمة لقضية الشعب الفلسطيني.