الصحفي فايز الشاقلدي
تأتي عبارة آن آوان الحكاية التي يريدوها المؤلف لتقويم وتجويد وعرض نشاطاته اليومية بصورة مشوقة ، عبر مسلسل الاطفال السوري ” كان يا مكان ، الذي كان يعنى بشؤون الاخلاق المجتمعية والاسرية ، من خلال عرض قصص موثرة على الكبار قبل الصغار .. كنا ننتظر الحكاية على لهيب ساخن .. فبلحكاية غاية .. ومتعة وانسجام .. كان يسقط الكاتب والراوي ، القصة و الاحداث التي تعنى بها المنطقة والبلد وتكون حديث الساعة ، كنا نتأثر بشكل كبير على عكس ما يحث الان بعد توسع آفاق التواصل الاجتماعي ، فاصبح من يتابعه عدد لا يقل عن الف متابع يطلق على نفسه صفة ” الموثر ” … وشتان بين نشوة البداية ..وعبرة الختام .
لم يكن تعامل ” الموثر ” عبر صفحاته على السوشيال ميديا التي تحتوي على عدد كبير من” الفلورز” المتابعين ، ومتابعته لحرب غزة ” طوفان الاقصى ” على قدر من الحدث ، بل جاء مخيبا للآمال وشهد تراجعا لم يحدث من قبل، وبات من الواضح أن الحسابات السياسية في المنطقة العربية والاجنبية وخورزميات ” السوشيل ميديا” كان لها تأثير كبير على الخطاب الإعلامي المعني في الفيس بوك ومنصة اكس وغيرها من منصات التواصل .. خوفا من تقييد الحسابات وخسارة الممولين والمعلنين لديهم .
الذي لم يعبر أو يعكس حالة غليان الشارع في جميع الدول العربية والمحلية ، حتى ان كثيرا من الناس هجروا المنصات وبدأ يتابعون تطورات الحرب الدامية والظالمة عبر الصحف اليومية الرسمية والخاصة ، والمواقع الالكترونية .
بدا الإعلام العربي هذه الأيام كمن دخل في ولادة جديدة وكشف عورات من يدعون أنفسهم ” بالموثرين ” ، تغطية الاعلام المحلي والصحف الورقية للأحداث الجارية، أعادت للصحفي والمراسل هيبته ، حيث وظف ضميره و المهني والاخلاقي لإبراز المواقف السياسية وتغطية الاحداث بكل مهنية وتواضع على حساب المتنفذين أصحاب الحسابات المادية ..، وتناسى الإعلام العربي المرئي أنه يعيش في ظل ذائقة مالية ،.. ولا ننسى أيضا أن بعض ” الموثرون ” يعيشون في وهم كبير من خلال مجموعة من مواقفهم البعيدة كل البعد عن الاحداث وكانهم يعشون في قوقعة صغيرة ولا يسمعون إلا أنفسهم، وعندما يطلون على الشاشة ” الموبايل ” يشعر المشاهد أنهم من كوكب آخر، لأن أداءهم خاضع لحسابات معينة، ولا يملكون الا النفاق والسمع والطاعة، وهو ما أطلقت عليه الان في زمن الفضاء المفتوح “غباء الميديا ” .