ينال البرماوي
في مثل هذا الوقت من كل عام و مع قرب حلول شهر رمضان المبارك تنشط حملات جمع الأموال من المواطنين من قبل أشخاص وجهات على الأغلب غير مرخص لها بالقيام بهذه الأعمال وذلك بحجة مساعدة الأسر الفقيرة وميسورة الحال خلال الشهر الفضيل وعادة ما يتم التجاوب معها لان الأفراد يفضلون اخراج الصدقات وزكاة الأموال طلبا للأجر والمغفرة .
كما تنشط حملات جمع الأموال لتمويل شراء وجبات افطار للصائمين وطرود تشتمل على مواد تموينية لذات الأسباب وايضا يقف خلف هذه الحملات أشخاص أو جهات غير مرخصة .
هذه الأعمال تنطوي على ممارسات غير مشروعة ولا تحقق أهدافها وانما يستغلها بعض القائمين عليها لتحقيق مطامع شخصية وفي هذا السياق :
توزيع ما يتم جمعه من أموال على الأقارب والأصدقاء والقليل جدا منها يذهب لعدد محدود من المحتاجين .
معظم القائمين على جمع الأموال بهذه الطريقة يفردون لأنفسهم بندا لأخذ جزء كبير من التبرعات ومحاولة اضفاء صفة شرعية على ذلك باعتبار أنفسهم « والقائمين عليها « بالنسبة لتوزيع الصدقات.
البعض يستغل توزيع المعونات الإنسانية على أسر محتاجة لأغراض شخصية ومنها انتخابية .
إلحاق الأذى بالمحتاجين والتشهير بهم من خلال تصويرهم ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي وفي ذلك رياء وسمعة وباتت مناظر طوابير المصطفين للحصول على المعونات أو طريقة ايصالها لبيوتهم غير اخلاقية وتتنافى مع مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف وقيم المجتمع .
أصبحت الطرود الرمضانية ووجبات افطار الصائمين بمثابة أداة تسويقية مبالغ فيها ومن خلال حسبة القيمة الاجمالية لها نجدها أقل بكثير من سعرها الحقيقي الذي يتم تقاضيه من أهل الخير وكل ذلك تحت غطاء فعل الخير .
أحد الجهات توزع منشورات منذ أيام لتمويل وجباب افطار الصائمين تبدأ قيمتها من 20 دينارا وباحتساب مكوناتها فان قيمتها لا تتجاوز 10 دنانير .
لمعالجة هذه التشوهات يفترض منع تصوير توزيع المعونات على المحتاجين ومحاسبة كل من يقوم بذلك .
حصر جمع التبرعات بجمعيات مرخصة وتخضع للرقابة وتحديد آليات الصرف وفق تعليمات تصدر لهذه الغاية من قبل الجهات المختصة واشتراط عدم تلقي أي تبرعات بدون وصولات رسمية .
تنظيم حملات من قبل وزارات الداخلية والأوقاف والتنمية الاجتماعية لضبط كل يجمع التبرعات والأموال بدون تراخيص.
الزام المحلات التجارية والمطاعم بأن تكون قيمة الطرود الرمضانية والوجبات مساوية لثمن كل منها دون مبالغة أو زيادة في السعر .
الاستعانة بقاعدة بيانات صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة ونحوها لغايات الوصول الى الأسر المحتاجة فعلا سيما وأن البعض تأبى أنفسهم طلب الصدقات كما ورد في قوله تعالى « ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) وتعني كلمة الجاهل هنا الشخص غير العارف بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء رغم أنهم فقراء.
قدسية هذا الشهر الفضيل والعبادة فيه تقتضي تعظيم القيم الانسانية والاخلاقية واحترام مشاعر المحتاجين وعدم اعتبارهم جسرا لكسب الأموال بشكل مخالف لكافة الأعراف .