د. راكز الزعارير
قامت الحركة الصهيونية و أسست دولة اسرائيل على مبادئ الديانة اليهودية وشريعتها التى أوحى الله بها إلى سيدنا موسى عليه السلام. استغلت الصهيونية ما عرف حديثاً في القرنين التاسع عشر والعشرين بالمسألة اليهودية في العالم، ووجدت بمعاناة الشعب اليهودي وما واجهه من اضطهاد على أيدي الأباطرة والأوروبين والحركات القومية التي اجتاحت أوروبا وحكمتها في تلك المرحلة، الفرصة المناسبة لتنفيذ مخططاتها وخاصة في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني. اليهود كانوا وسائل استغلال من قبل المجتمعات الغربية، وعانوا الأمرين واضطروا للتعامل المزدوج مع الأنظمة الحاكمة في العالم مما افقدهم ثقة المجتمعات الأوروبية بهم. الحركة الصهيونية وجدت بمعاناة اليهود البيئة المناسبة لاستقطابهم، وأنهم اصبحو الشعب المطارد والمنبوذ بين الشعوب لسببين هما: أنهم ينتمون للعرق السامي «ساميون» والثاني اعتقادهم الذي لا يعترف بالأديان الأخرى وأنهم عنصر فوق البشر «شعب الله المختار». هدف الحركة الصهيونية المعلن إنقاذ اليهود من الاضطهاد، وهدفها غير المعلن حكم أكبر مساحة من شعوب الارض والسيطرة عليهم، وتشغيلهم في شتى المجالات كخدم لاتباع الحركة الصهيونية الأسياد للبشر على وجه الأرض حسب هواجسهم وجنون عظمتهم الهستيرية. الصهيونية لا تعترف إلا بالديانة اليهودية وتنكر الديانة المسيحية والديانة الإسلامية، ولذا سخروا كل الأمكانات المتاحة لهم لضرب المجتمع المسيحي والسيطرة عليه اقتصادياً وسياسياً، وسيطرت ٨ أسر يهودية على أكثر من ۷۰٪ من ثروة العالم من الأصول والأموال والبنوك المركزية في العالم وعلى رأسهم عائلة روتشيلد. حتى تكتمل دائرة الأفك والتلفيق، قررت الحركة الصهيونية ببروتوكولات حكماء صهيون عام ۱۸۹۷، أن تكون فلسطين وطن قومي لليهود لتحظى بتأييد عالمي قائم على الاسباب التالية: سيطرة اليهود على قلب العالم جغرافيا، حيث هي فلسطين، وهي مركز القلب من الجسم بالنسبة للقارات في العالم. والسيطرة على قدسية المكان للأديان السماوية التوحيدية، حيث القدس الشريف والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبيت لحم والناصرة والخليل، وهي موطن الانبياء منذ النبي إبراهيم عليه السلام. فصل العالم العربي جغرافيا إلى عرب آسيا وعرب أفريقيا، والسيطرة على تجارة ومنابع النفط العربي شريان الاقتصاد العالمي المعاصر. لتكون دولة إسرائيل رأس حربة وقاعدة استراتيجية متقدمة في الشرق الأوسط لأميركا والغرب وتحالف الأطلسي، في حال تفوق او هدد الشرق العالمي الغرب. والسبب الآخر، منع اي محاولة وحدة عربية جدية لأن ذلك يمثل تهديا للنظام العالمي الحديث، وافشال ذلك بكل الوسائل تزعم منطقة الشرق العربي من خلال دمج المال العربي بالعقل اليهودي الغربي، أو ما بات يعرف بإسرائيل الكبرى اقتصادياً. كل تلك الأسباب وغيرها كانت باعتبارات الحركة الصهيونية عندما اختارت وقررت بدعم عالمي أن تكون فلسطين هي الوطن القومي لليهود منذ اكثر من ١٠٠ عام. وقد انشئ وتوسع وتسلق الكيان الصهيوني على هذا الأساس، وعلى مبادئ مزورة مزعومة قائمة على الدين اليهودي، وشريعة موسى منها براء، ولكن شعب فلسطين وشعب غزة حطم هذه الأوهام وأسطورة إسرائيل بتاريخ ٧ اکتوبر ٢٠٢٣، وسجل تاريخاً جديداً في مراحل الصراع القائم والممتد بسبب التطرف اليهودي الغاشم وإنكاره حقوق الشعب الفلسطيني المشروعية على ارضه المحتلة… Rzareer@hotmail.com