المرأة .. تلك البنفسجة الصغيرة .. المرأة ستبقى محور الأحاديث مهما طال الزمن
بقلم : الدكتورة ردينة بطارسة يتحدثون عنها ومن أجلها ولها….. كتب جبران.. تحت عنوان( البنفسجة الطموح) عن تلك البنفسجة الصغيرة التي لم تكن تقتنع بما قسم لها الحظ في عالم الازهار بل كانت تصبو لو تصبح يوما ما وردة.. فترتفع عن التراب وتحول وجهها نحو الشمس وازرقاق السماء… كتب جبران عنها ليؤكد على حقيقة أسماها غاية الوجود… وهي الطموح إلى ما وراء الوجود…قائلا أن كل ما من شأنه قتل هذا الطموح باطل… اليوم والعالم يحتفل بيوم المرأة العالمي… ننظر من حولنا نجد ملايين البنفسجات الصغيرات… يمتلكن براكين من الطموح تبحث عن فوهة للثوران … ولكن قبض الريح الهائج من حولهن يقتلع بتلات البنفسج ويحولها إلى شظايا تتناثر ويتبعثر فيها حلم الطموح…المرأة.. تلك السفينة التي تحمل فوقها الحب والفرح والطمأنينه.
في حنانها غرق وتنعم أجيال من الأطفال والرجال… يتحدثون عنها طوال الوقت… يصفونها بصفات ما بين الدلال والجمال والحيلة والدهاء والذكاء و الرزانة والجنون… وأكثر .. يعشقونها ولا يطيقون العيش بدونها… لكنهم لا يتوانون يأكلون لحمها بنظراتهم وأحاديثهم الرخيصة … يبحثون عن صورها و جمال جسمها.. ولا يقرأون عن انجازاتها وعلمها وأمومتها… يتناسون أنهم مولودون من امرأة و اكتسبوا لقب خالي أو حماي من امرأة… لا يعلمون ينظرون ان الأبوة لم يكونوا ليحصلوا عليها الا بامرأة… لم أكن يوما من المناديات بحرية المرأة وحقوقها الواهية.. و عشت طوال عمري محظوظة و مدلله بين أب حنون وزوج محب وداعم … أعطوني تلك المساحة من الحركة لأبدع وأنطلق… لكنني أحمل في قلبي ألم وحزن يتراكم فوقه سنين طويله … حزينة على كل إمرأه… خبت وجهها عن البشر و أخفت اسمها وراء اسم رجل.. تناست أنها ولدت حرة وأنها تحمل بطاقة شخصية عليها رقم وطني مماثلة لتلك الذي في محفظة الزوج والولد والوالد فلماذا اختارت أن تنكر اسمها وتنطق بأسمه… هي انسانه.. خلق الله بأجمل صورة وأعطاها أعظم عطاياه…أحزن و تمتلئ نفسي بالشعور بالشفقه على كل النساء اللأتي يعتبرن أعظم أنجاز في حياتهن هو الحصول على زوج أو حبيب…ويعتبرن هذا الفوز الأعظم… ويبقين طوال حياتهن يتجملن ويتحملن ويعانين الغيرة والمهانة في سبيل الحفاظ على هذا الكنز الثمين.. حتى لو كان هذا الرجل غليظ القلب ظالم وقاس وعديم الوفاء ولا يقدم لها سوى الماديات والكثير من الكذب..
قابلت الكثيرات من النماذج أذكر لكم بعضهن.. تلك التب ذهبت إلى دور التجميل و الأزياء…تبحث عما هو مكتوب في القائمة..ومجرد أن انتهى العمل تسارع إلى التقاط صَورة تبعث بها له ليطمئن على البضاعه وأن المطلوب قد تم على أكمل وجه…قابلت أيضا فئة من النساء يتعمدن المغالاة بالتضحية يعاملن أنفسهن بالقهر و الذل في سبيل رضا العائلة … لا يتزوجن من أجل العناية بالوالدين ويعملن ليل نهار من أجل توفير مصاريف دراسة الأخ في الخارج…وبعض منهن يقبعن في المنزل للطبيخ وتربية الأولاد ينظرن بحسرة الى الشهادة الجامعية المعلقة في غرفة الضيوف ليتباهى بها الزوج أمام عائلته وأصدقاءه.. ويقول بصوت منخفض،* أم فلان ما بتقدر تشتغل عشان الاولاد *وتلك التي وجدت أن نيل الدرجات العلمية العليا يتعارض مع تكوين أسرة فتعيش بين الناس بلقب علمي تلبسه في النهار.. وتنام حبيسة الوحدة والحزن في الليل.. نماذج كثيرة لبنفسجات صغيرات لم يمتلكن الحيلة والطمأنينة للصمود في وجه الريح … اليوم ونحن نكافح ويلات التكنولوجيا ونتسابق من أجل نقل الأخبار
والأكاذيب… تأكلنا الأيام بانتظار أحداث جديده.. كتبتها حواسيب في سراديب مظلمة… نتناقل رسائل متشابهه تحمل لون زهري وكأن الأنوثة لها لون واحد فقط وباقي الألوان للأخرين نهنئ المرأة في عيدها..ونستقبل تهاني الرجال بتمنن .
نتناسى كل قرون الظلم والمهانة التي عاشت ولم تزل فيها المرأة مسحوقه منتقصه … تبقى هي المرأة… رمزا للحب و الابهار… على خطوات كعبها العالي سارت جيوش وفي حفحفة ثوبها اشتعلت حروب وحروب…جمعت كل المعاني… الحب والحب… والكثير الغير قابل للعد من المتناقضات.
… كل عام ونساء العالم بخير في يوم المرأة العالمي الأنيق …