د. راكز الزعارير
يصّر رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو على قيادات الجيش الاسرائيلي
بالإستعداد والتهيئة العامة لتفيذ عملية عسكرية واسعة على مدينة رفح
لتحقيق نصره المزعوم المأمول في الحرب الظالمة على الشعب الفلسطيني في
غزة، بعد فشله الذريع في تحقيق أهدافه العسكرية بعد أربعة أشهر من حرب الإبادة
الجماعية منذ ٧ اكتوبر على القطاع.
نتنياهو وفي إطار حملة الترويج العالمية للهجوم على رفح، قام بالدعوة مرة اخرى جنود
االحتياط للمشاركة في معركة رفح، ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش يؤكدان جاهزية
الجيش لهذه العملية، وحكومة الحرب تدعو لتنفيذ العملية وإنهائها قبل شهر رمضان
القادم.
التمهيد السياسي بدأ برفض نتنياهو أطروحات الإطار عن لقاءات باريس ورد المقاومة
الفلسطينية على المقترحات، ونتائج مخيبة لجولة وزير الخارجية الأميركي بلينكن الذي فشل
في تحقيق اختراق سياسي أمام التعنت الاسرائيلي، ويعود إلى واشنطن ثم سيعقبه على
الفور إلى المنطقة عودة سريعة لمدير المخابرات الأميركية وليم بيرنز وعلى عجل لعقد
لقاءات مخابراتية مع قيادات الاستخبارات في إسرائيل ومصر وقطر إلعادة البحث في إطار
مقترحات باريس الذي لم ترفضه المقاومة الفلسطينية في غزة ولكن وضعت شروطا لها
لتنفيذه رفضها نتنياهو، واعتبر قبوله بها استسالما ونصرا للمقاومة لن تقبل به إسرائيل،
وعلى أساس ذلك بدأ نتنياهو مجددا بالحشد العسكري لتنفيذ عملية عسكرية على مدينة
رفح، التي يعيش على أرضها أكثر من ٤.١ مليون نازح من ابناء القطاع في ظروف إنسانية
مأساوية غير مسبوقة.
إن تنفيذ أي مستوى من العمليات العسكرية في رفح، ووفق أقل التقديرات التحليلية
الاسترتيجية العسكرية ستعني قتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى
من سبقهم من الأبرياء من ابناء القطاع.
من جانب آخر فإن أحد أهم السيناريوهات التي يسعى نتنياهو لتحقيقها من هذه العملية هو
دفع هذه الكتلة البشرية تحت القصف والضغط العسكري، إلى الفرار واللجوء إلى مصر التي
ترفض ذلك و بدات بتعزيزات عسكرية على الحدود مع غزة لمواجهة كل الاحتمالات ولكنها
ربما تخضع لنتايج الامرالواقع.
من منظور التحليل الاستراتيجي الاستراتيجية الاسرائيلية في إدارة الحرب نعتقد أن هناك
احتماال ثانيا وهو أن إسرائيل تروج لتنفيذ هذه العملية بشكل مرعب وضاغط على فصائل
المقاومة، لإجبارها على إعادة النظر في قراراتها بشأن مقترحات الهدنة الدائمة لمقترح
باريس، والتمهيد لتحقيق أربعة أهداف إسرائيلية قبل وقف الحرب هي:
– إطلاق الاسرى الاسرائيليين مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين.
– قبول خيار »النفي« لعدد من قيادات المقاومة خارج غزة.
– إنهاء الهجمات الصاروخية والهجومية على إسرائيل.
– تجريد القطاع من الأسلحة الهجومية التي تهدد أمن إسرائيل.
في الوقت نفسه إسرائيل مستمرة في عملياتها العسكرية في كل مناطق القطاع، بما في
ذلك منطقة رفح وما يحيط بها ودون هواده، وهي غير عابئة بمواقف المجتمع الدولى بما
في ذلك الموقف الاميركي الذي يبديه بادين وأركان إدارته من انتقادات ادارة الحرب
الاسرائيلية في غزة، وكذلك دول الغرب التي باتت التملك إلا النقد لحجم القتل الاسرائيلي
البناء الشعب الفلسطيني.
ويبقى جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن حكومة وشعبا السند الاول والحقيقي لنصرة شعبنا
الفلسطيني، في كل المحافل الدولية وعلى أرضه في القدس والضفة الغربية وغزة.
نحن اليوم في الشهرالخامس من حرب غزة أمام احتمالين بمرحلًة فاصلة من هذه الحرب
الأول: عملية عسكرية إسرائيلية واسعة أكثر دموية في رفح.
والثاني: تطوير الإطار السياسي لسيناريو اتفاق الهدنة الدائمة الذي تعكف على إخراجه
وتنفيذه مرة اخرى الاجتماعات الاستخبارية التي تعقد في المنطقة.