رنا البدر
المسجد الأقصى المبارك ليس مجردَ حجارةٍ تُزيِّنُ أرض القدس،، بل هو قبلةُ الروحِ الأولى للمسلمين، وأولى القبلتين، وثالثُ الحرمين الشريفين، حيث يقع في الجنوب الشرقي من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 144 دونماً، بما يشمل الأبنية العلوية والسفلية كقبة الصخرة والمصلى المرواني، فهو رمزٌ دينيٌ وتاريخيٌ لا ينفصل عن الهوية الإسلامية، ذكره القرآن الكريم في سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾. حيث عرج النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) إلى السماوات، اذ تلتقي الأرض بالسماء، والعبادة بالجهاد.
يتميز المسجد الأقصى بخصائصٍ فريدةٍ جعلته منارةً للإسلام، فالبركة المُحِيطَه به تظهر جلياً، اذ روى الصحابي ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه: صلاة في المسجد الأقصى تعدل مائتين وخمسين صلاة.
المسجد الأقصى حقٌّ حصريٌّ للمسلمين ولا يُقاسَمُ فيه أحدٌ،، فالأردن بوصايتها التاريخية منذ عام 1924، تُدير شؤونه الدينية وتحمي هويته الإسلامية. فهذه الوصاية ليست امتيازاً سياسياً، بل تكليفاً شرعياً يُذكِّرُ الأمة بواجب الدفاع عن مقدساتها، فكل حجرٍ فيه ينطق: “أنا وقف إسلامي لا تفاوضَ ولا تنازل”.
اما اليوم يُواجه المسجد الأقصى خطراً ثلاثي الأبعاد، مثل التقسيم الزماني والمكاني، فمحاولاتُ تقسيم الصلاة بين المسلمين وغيرهم. والتهويد العمراني، كالحفريات تحت أساساته لتزوير التاريخ. والاستيطان كتغييرُ الواقع الديموغرافي حوله. فهذا الصراع ليس سياسياً فحسب، بل هو معركةٌ بين الحق والباطل، اذ يقول الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
ان تحرير الأقصى ليس شعاراً يُرفع بل فعلٌ يوميٌّ، فالدعوة عبر خطب الجمعة والمناهج التعليمية، والمقاومة السلمية كمسيرات العودة وحملات التوعية، والدعم المادي كتمويل المشاريع الداعمة لأهل القدس، فهذا من شأنه ان يحول الإيمان إلى حركةٍ، والكلمة إلى فعلٍ.
رنا كمال هلال البدر
مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز/عجلون