فارس الحباشنة
في قضية القدس لا يمكن البقاء على مسرح المتفرجين، وبانتظار ما قد يقول اللاعبون الكبار في امريكا واسرائيل. من الواجب أن تستنفر السياسة الأردنية، لوضع الأردن أمام العالم في جبهة الدافع عن حق وطني شرعي وتاريخي في القدس.
«مسيرات الداخل « ضرورة لابعاث رسالة الى العالم عن حالة التعبئة الشعبية الأردنية، والوقوق وراء لاءات الملك الثلاث : التوطين والوطن البديل والقدس «خط أحمر». المعركة في جذرها التاريخي عربية -اسلامية، ولكن الأردن اليوم يقف في وجه العاصفة وحده في مقاومة وصد أكبر مشروع استعماري واستيطاني في تاريخ البشرية.
«أوراق التوت سقطت «، وما عادت القدس وفلسطين قضية العرب الاولى والمركزية. كثير من الانظمة العربية تنأى بنفسها عن القضية، وبعضها يرتمي في أحضان اسرائيل جهارا وعلنا. الامر ما عاد مقبولا، وليس أكثر من أي وقت مضى. الأردن اليوم في تحدٍّ ويقوم بدور أمة، مسلوبة الإرادة والموقف.
وما عاد الصمت مقبولا، والسماح غير ممكن وليس واردا، والقدس وفلسطين طريقها لا يمر الا بالقضاء على بؤر الانحطاط، والتبعية والولاء لاسرائيل والمشروع الامريكي في المنطقة، ومن حملة المباخر مروجي الفسق الامريكي في ديمقراطية واصلاح اقتصادي مزيف وخادع، ومدمر ومفسد للاوطان.
الموقف الأردني، وحماية الحق الأردني، لابد أن يصان بوعي سياسي يعيد الأردن الى بؤرته الوطنية. الأردن وريث لمشروع الثورة العريبة الكبرى، وفي قمة تونس تصدر الأردن خط الدفاع عن فلسطين والقدس، واهتز من كلام الملك المذعورون والمرتجفون والمترددون. وتحدث الملك بصراحة عن المشروع والشرعية في القدس وفلسطين .
موقف الملك من القدس وفلسطين وليد لسيرورة تاريخية. وثمرة لمشروع قيد الاكتمال ولا نريده أن يتعثر ويتلعثم. ولابد من مزيد من الجهد السياسي والاعلامي والبحثي التاريخي لكي نوصل للعالم رسالة الموقف الأردني في القلب العربي والاسلامي. المعركة ليست سهلة بلا شك مع التخاذل العربي بالاول، وقبل الاخرين امريكا واسرائيل ودول الغرب .
ومكمن قوة الأردن في دوره التاريخي والحضاري والانساني، وهذا يمكن أن يعزز الرهان المستقبلي، وما نتمسك به باعتزاز اللاءات الثلاث ورفض سياسة الاملاءات الامريكية والاسرائيلية. وتأكيد الملك امام العالم في قمة تونس وجولاته الدبلوماسية في أوروبا والغرب أن القدس عربية والحق التاريخي الفلسطيني مصان.