بلال أبو الهدى
لقد وصف الله المنافقين بإحدى عشرة آية بسورة سماها سورة المنافقون منذ زمن الرسول محمد ﷺ وما زالت أوصافهم كما هي حتى وقتنا الحاضر وهم كثر. تعريف النفاق هو: إظهار الإنسان غير ما يبطن اي الكذب (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ، اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ, وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (المنافقون: 1-4)). وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب (ليست كأنفاق غزة، أنفاق الحق والنصر، حتى لا يختلط علينا الأمر) وتجعل له فتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوها ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسمي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه (وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ يَسۡتَغۡفِرۡ لَكُمۡ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوۡاْ رُءُوسَهُمۡ وَرَأَيۡتَهُمۡ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ، سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ (المنافقون: 5 و 6)). وهؤلاء المنافقون هم الذين يقولون لا تنفقوا على اهل غزة حتى يتم القضاء على حركة حماس وقواتها العسكرية (هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ (المنافقون: 7)). وهم أنفسهم الذين يقولون ما بعد حركة حماس وأجنحتها العسكرية … الخ وهذا حلمهم مثل حلم ابليس دخوله الجنة (يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعۡنَآ إِلَى ٱلۡمَدِينَةِ لَيُخۡرِجَنَّ ٱلۡأَعَزُّ مِنۡهَا ٱلۡأَذَلَّۚ وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ (المنافقون: 8)). فننصح أولئك المسلمين والعرب وغيرهم الذين يمتلكون الذهب والفضة والذهب الأسود والمليارات التي لا تأكلها نيران أن ينفقوا من أموالهم على حماس وأجنحتها العسكرية لعزة الإسلام والمسلمين وعزتهم قبل ان يأتيهم الدور (ويقولون: لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض) وقبل ان يكونوا من الخاسرين (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ (المنافقين:9)). ويطلب الله أيضا منهم ان ينفقوا مما رزقهم الله ولم يؤتوه على علم منهم او بشطارتهم وفهلوتهم (كما يقولوا اخواننا المصريين) قبل أن تأتيهم الوفاة والتي لا تؤخر وحيث لا ينفع الندم (وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ (المنافقين: 10)). وعليهم ان يعلموا جيدا أن أعمارهم محدودة واذا جاءهم ملك الموت سوف لا ولم ولن يؤجل قبض روح احدا منهم حتى يرجعوا ويتصدقوا، هذا إذا كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر (وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ (المنافقون: 11)).