كمال زكارنة
انقذ هذا المنخفض الثلجي العميق بحمد الله، الذي طال انتظاره،الموسم المطري لهذا العام، والوضع المائي والقطاع الزراعي،وسوف يساهم بشكل فعال في رفد السدود والحفائر المائية بمخزون وفير من المياه،كما سيعمل على تغذية المياه الجوفية التي تواتجه استنزافا كبيرا يهدد الاحواض المائية بالنضوب وارتفاع نسب الملوحة وصلاحية استخدام مياهها المستخرجة من باطن الارض، وفي رفع معدل الهطول المطري العام ،وفي تحسين الموسم الزراعي بشكل كبير جدا،كما سينعكس ايجابا على تربية المواشي والثروة الحيوانية.
نحن احوج ما نكون الى المياه،والحرص كبير جدا على الاستفادة من كل قطرة ماء تهطل فوق ارض المملكة،ولم يعد خافيا على احد الواقع المائي الصعب ،وقد تعب وملّ البعض بل الكثيرون من توصيف وعرض المشكلات والازمات المائية ووصفات الحلول المقترحة لمواجهة تحديات المياه.
المياه التي تهطل على امتداد مساحة الوطن ،تذهب في ثلاثة اتجاهات،كميات منها تتبخر ،واخرى تنزل الى اعماق الارض لتغذية المياه الجوفية،وجزء منها يتم جمعه وتحزينه في السدود والحفائر المائية.
وتشكل السدود اهم المصادر المائية في المملكة بعد المياه الجوفية،وهي المياه السطحية الرئيسية،لذا فانها تحتاج الى عناية كبيرة ودائمة،ولا بد من الاشارة الى ان مخزون السدود قبل هذا المنخفض الثلجي كان 96 مليون متر مكعب فقط لا غير،لكن هذا لا يشكل صافي المياه في السدود،بل علينا اسقاط حجم كميات الطمي الموجودة في السدود والتي تشكل ما نسبته 30-40 بالمئة من حجم المخزون المائي ـاضافة الى اسقاط مخزون سد الكرامة البالغ 23 مليون متر مكعب لعدم الاستفادة منه نهائيا،وبهذه الحسبة يصبح المخزون المائي في السدود اقل من خمسين مليون متر مكعب.
بكل تأكيد ان مشكلة تراكم الطمي في السدود لا يتحملها وزير المياه والري الحالي المهندس محمد النجار،بل هي مشكلة تراكمية منذ بدء عمل كل سد وبدء تخزين المياه فيه،لكن هذه المشكلة تحتاج الى حلول علمية،من اجل ازالة اكبر كميات من الطمي الموجودة في بحيرات السدود لزيادة نسب تخزينها من المياه،وعدم الاكتفاء بفتح بوابات بعض السدود واسالة المياه منها بقوة وكثافة كبيرة،لان المياه الفائضة من السد والتي تسحب الطمي معها تذهب هدرا،كما انها لا تزيل كميات كبيرة من الطمي،او اللجوء لتعلية بعض السدود،فهذه حلول غير عملية على المدى البعيد.
يجب البحث عن حلول فنية علمية والاستفادة من تجارب الدول الاخرى للتخلص من الطمي كل فترة زمنية والاستفادة من مساحات بحيرات السدود بأعلى نسبة تخزين ممكنة.
قي ظل تذبذب المواسم المطرية،والتحديات المائية القائمة،يظل مشروع التحلية الحل الاستراتيجي الوحيد الذي يضمن الامن المائي والزراعي والوطني للاجيال القادمة ويحقق هدف الاعتماد على الذات مائيا.