عاهد الدحدل العظامات
في كل محفل أو لقاء أو إجتماع فيما بين المسؤلين سواء أكانوا على رأس عملهم أو سابقين نجدهم أكثر قساوة وخشونة في حديثهم تجاه الشعب فيلقون كل اللوم عليه ويُبرؤون أنفسهم ومن يمثلهم ويمثلوه من الأخطاء التي إرتكبوها والذي أدت لتراجع معظم المجالات لا سيما الإقتصادي وما آلت إليه أوضاعه والتي تشكل الخطر الحقيقي الذي يهدد الوطن والمواطن الذي تضرر وما زال يعاني من جراء خيبات الأمل بأن يجد حكومة إبداع تحوي ذوي الخبرة والكفاءة المقتدرين حقاً على إحداث النهضة المطموح بها.
ولكن تكمن مشلكتنا بهؤلاء المنظرون من لا يعرفون معنى الجوع ولم يعيشوا في حياتهم ذُل الفقر ومهانة الحاجة الذين يخرجون علينا بين الحين والآخر يطالبوننا بالصبر والتحمل لأجل الوطن ويا ليتم هم ملتزمين ويقومون بما يطلبونه منا, ولكنهم وللأسف يتبجون بالكلام ويبيعون الوطنيات وهم أنفسهم لا يعرفون من الوطن إلا أمواله وقصوره وما يخدمهم فيه.
هم من يركبون السيارات المقدر ثمنها بآلاف الدنانير ويسكنون قصور وفلل تكلفتها قد تجاوزت الملايين وبأرقى المناطق يطلبون من الجائع أن يصبر, يُنظرون على الفقير بكل إنعدامية الإنسانية, وينتقدون الشعب لماذا يركب سيارة ولماذا يشتري بكل راتبه ثم بعد ذلك يشتكي وكأن هذا الذي يتحدث يحسبُ أن راتب كل مواطن في هذا البلد كمثل مقدار راتبه, ثم لماذا أنتم يا من تنظرون وتدافعون عن سياسات الحكومة وتباركون خطاها لا تتقشفوا قليلا وتتبرعوا ولو بجزء من رواتبكم التي تشكل الثقل على ميزانية الدولة لها وللوطن.
لا تستغرب إن سمعت يوماً خبراً يفيدُ بأن مسؤل اردني يجلس بجانب تابوت ويتحدث مع الميّت ويقوله “لا تموت إصبر إصبر وتحمّل”. فكبر سنهم ما عاد يساعدهم على إدراك ما يقولون…بل ما عادوا إستحوا!!.