اسعد العزوني
رغم الدعم اللامحدود الذي تلقاه “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي الأصولي اليهودي النتن ياهو، من لدن المراهقة والدهقنة السياسية في الخليج تحديدا ،ومن ضمن ذلك الهرولة السعودية والإمارتاتية والبحرينية والعمانية للتطبيع مع مستدمرة الخزر ،وكذلك عشرات الملايين من الدولارات دعما لحملاته الإنتخابية،إلا أنه لم يستطع الخروج من عنق الزجاجة ،ويتمكن من تشكيل حكومة بدون تحالف مع أحد.
هو فاسد بإمتياز لكن الدعم العربي الغبي له والهرولة للتطبيع مع مستدمرته وبهذه الطريقة التي نراها، عمّق فساده ولم يثقل حسابه عن جمهور اليمين الإستدماري المتطرف الذي يمثله،بل جعله معلقا في الهواء لأي رصاصة طائشة أن ترديه قتيلا “تعبير مجازي” ،وهذا يعني في علم السياسة حرمانه من فرصة تشكيل حكومة مرة أخرى تنجيه من القضاء الإسرائيلي ومن محكمة الجنايات الدولية،ولذلك فإن نتنياهو حاليا معرض إما للسجن او السجن ،بمعنى إنه لن يتمكن من تشكيل حكومة أخرى إلأا إذا إنقلبت الموازين بطريقة لا نعلمها نحن،وعموما فقد أظهر مجتمع المستدمرين الصهاية أنهم لا يتصرفون بغباء يشبه غباء العربان ،بل يتصرفون وفق فهمهم للحياة .
للمرة الثالثة لم يتمكن النتن ياهو من تشكيل حكومة يمين متطرف مع ان المجتمع الإستدماري غارق في التطرف،ولكن فساد النتن ياهو المستشري أعاق صعود نجمه السياسي ،ببروز العسكر وظهور حارس البارات الأوكراني ليبرمان منافسا له ،وقائدا يمينيا لا يقل تطرفا عنه ،ويرفض العمل معه بسبب تعنته وكبريائه.
المستدمرون الصهاينة في طريقهم لإنتخابات رابعة ،في حال تعثر تشكيل حكومة إسرائيلية وفق المسار الصحيح،إذ ربما يكلف رئيس الكيان الكنيست بإختيار رئيس وزراء ربما يكون مؤقتا لتسيير الأعمال،وسيكون النتن ياهو قد دخل في المسار الصحيح ،لأن طريقة تفكير مجتمع المستدمرين يختلف عن طريقة تفكير الدهقنة والمراهقة السياسية العربية،ولنا في السفاح شارون”ملك إسرائيل غير المتوج”أكبر مثال.
يبدو أن هذه السنة ستكون كبيسة على المراهقة والدهقنة السياسية في الخليج على وجه الخصوص،إذ أن “العريس”النتن ياهو لن يستمر في تصدر المشهد الإسرائيلي ،وبالتالي سيفقدون الضغط الإسرائيلي على المقاول ترمب،كما أن ولي العهد السعودي لن يصبح ملكا بعد موت أبيه ،وإن ظفر بها فسيكون ذلك مؤقتا،وما إعتقالات الأمس إلا دليل على ما نقول.