اسعد العزوني
ظاهرة واضحة للعيان ،وهي أن “كيس النجاسة”حسب التعبير الحريديمي اليهودي النتن ياهو ،والمتمسح بالإنجيليين والجمهوريين على حد سواء ترمب،يلعبان لعبة خطيرة عنوانها “حكّلّي تحكّلّك”أو شيلني تشيلك “حسب التعبير الدارج،وبصريح العبارة فإنهما يقامران بنا نحن العرب والمسلمين الذين تجاوز عددنا المليار نسمة ،لكننا كغثاء السيل.
هذه اللعبة التي اتحدث عنها هي لعبة الإنتخابات ،ومعروف أن النتن ياهو يطمح بولاية جديدة، يتوج بها عمله السياسي مدعوما بقطبين الأول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، الذي نتوقع أن يستقبله في الرياض قبيل الإنتخابات المقبلة في التاسع من نيسان المقبل،ومن زعيم أكبر دولة في العالم وهو ترمب.
تفاصيل لعبة المقامرة بمصالحنا بينهما تقوم على تقديم الخدمات الإنتخابية المتبادلة ،وهذه الخدمات هي الدعم الذي يشبه بيضة القبان لكليهما ،فهما مهددان شعبيا ورسميا ،لكن مقامرتهما بمصالحنا ستمنحهما فرصة الفوز في ولاية جديدة لكل منهما،وهذا هو منطق الأحداث.
يقوم ترمب بتسليف النتن ياهو مواقف أقل ما يمكن ان يقال عنها انها تدميرية لنا جميعا ،لكنها تمثل حبل النجاة للنتن ياهو ،وهي تشبه كارت الجوكر في لعبة الورق المعروفة،وبدأ ترمب مقامرته بأن خرق كل المألوف الأمريكي متجاوزا كافة الخطوط الحمراء ،التي كان الرؤساء الأمريكان يضعونها لأنفسهم ،وفي مقدمتها عدم تنفيذ قرار الكونغرس الأمريكي المهيمن عليه صهيونيا بخصوص القدس منذ العام 1994،وقام بالإعتراف بالقدس عاصة أبدية وموحدة لإسرائيل ،وترجم ذلك عمليا بنقل سفارته إليها لتجاور سفارة الإنجيليين “المسيحية الصهيونية” ،ولم نحرك نحن العر ب والمسلمين ساكنا وكأن الأمر لا يعنينا.
وبالأمس كشف ترمب عن مقامرة أخرى وهي التبرع بهضبة الجولان لإسرائيل وكأنها جزء من ولاية أمريكية،رغم معارضة العالم “الحر”لمثل هكذا قرار،لكن ترمب أصر على موقفه ،مدفوعا بخوفه من الطرد من البيت الأبيض ،وبطموحات صهره/مستشاره الشاب اليهودي جاريد كوشنير الذي يرسم هو وزوجته إيفانكا سياسة ترمب بعيد عن المصالح الأمريكية ،ويخططان لتهويد امريكا ،وترشيح الساحرة إيفانكا لمنصب الرئيس ،وها هو مستمر في تنفيذ صفقة /صفعة القرن ،التي تلبي أطماع مستدمة إسرائيل والإنجيليين معا في التحضير لإستقبال المسيح المنتظر.
وينتظر ترمب من النتن ياهو الضغط على اللوبيات الصهيونية في واشنطن، تقديم الدعم والحماية اللازمين لترمب في ازمته المتفاقمة التي تتدحرج مثل كرة الثلج وتهدد مصيره وبقاءه في البيت ،خاصة وان تقرير المحقق الخاص موللر في تجاوزات وظروف مجيء ترمب إلى البيت الأبيض على النار.
كما أن ترمب الذي يمثل بلفور الثاني ينتظر من الإنجيليين دعمه في الإنتخابات المقبلة للفوز بولاية ثانية ،وهو حاليا لا يطمح بالدعم المادي الصهيوني بعد أن نهروه وحذروه ،من انهم في حال تكرار مطالبته بثمن صفقة القرن والإعتراف بالقدس ،سيخرجونه من البيت الأبيض بنفس سهولة إيصاله إليه، خاصة وان الكنز السعودي يقبع تحت مؤخرة ترمب.