اسعد العزوني
وإدعاء بثبات الموقف من القضية
نكتة سمجة،لا تثير الضحك في النفس ،بل تحرق الدم الجاري في الشرايين والأوردة ،وإن دلّت على شيء فإنما تدل على وساخة صاحبها الذي يظن نفسه عبقري زمانه بأنه ضحك على ذقون الفلسطينيين ،بإتصال هاتفي قال فيه أنه رغم التطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية التلمودية الإرهابية ،إلا أن موقفه ثابت من القضية الفلسطينية ،ويقيني أن أصحاب هذا الموقف يستحقون الصفع بما يحدث لهم تشوها خلقيا يستمر معهم مدى الحياة.
ما يجري منذ أربع سنوات في الإقليم المنكوب بحكامه كارثة ،رأينا بداياتها في صحراء جزيرة العرب المغتصبة عندما تنازل الملك عبد العزيز عن القدس وفلسطين لليهود ،مقابل تمكين بريطانيا له كي يحكم الجزيرة بعيدا عن حكامها وقبائلها الإصلية ،وها هي النهايات تأتي أيضا على يد حفيده ولي العهد محمد بن سلمان ،الذي تبنى صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية لصالح الصهيونية ،وتشطب الأردن الرسمي “الهاشميون”لصالح أبناء سعود،وقد جرّ أبناء سعود معهم رموزا عربية ،أولها المقبور السادات وآخرها ملك المغرب ،مرورا بجزيرة البحرين وعسكر السودان والمراهقة السياسية في الخليج والبقية تأتي بفعل الضغط السعودي- الإمارات ونعني تونس والعراق وليبيا ولبنان والباكستان وإندونيسيا.
لا ضير من تطبيعهم الذي وصل حد التهويد،فهم يهود أصلا من بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،مكنتهم بريطانيا وإكتشفهم المندوب السامي الريطاني السير بيرسي كوكس ،ووزع عليهم مساحات صحراوية تخفي في باطنها شرايين حياة الغرب وهو النفط،ونصبهم رعاة بأجر ليس إلا ،ووعدهم في حال نفذوا فروض الطاعة للغرب والصهيونية أن يصمت عن بلاويهم ،وبسبب غناهم الفاحش فسدوا وأفسدوا،وعندما غربت شمس أمريكا أعلنوا تبنهيم لمستدمرة الخزر في فلسطين ،ونفذوا معها مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على تزاوج العقل اليهودي “الذكي”مع المال العربي “السايب “نكما قال شيمون بيريز.
لم يقوموا بالتطبيع فقط ،ولكنهم تجاوزوه إلى التهويد،وهذه مسؤولية شعوبهم أن تنتفض عليهم وتحاسبهم وتضع حدا لإستهتارهم إن كانت غير راضية عما يرتكبونه من كوارث بحق الشعب الفلسطيني،ولكن ثورتنا عليهم لأنهم ورغم قباحة أفعالهم وتهودهم وردتهم ،يدّعون بأنهم يقفون مع القضية الفلسطينية ،والسؤال هو :كيف لهؤلاء المرتدين أن يناصروا الشعب الفلسطيني،وهم يتبنون الرواية الصهيونية التي تتعلق بملكية فلسطين ،ويمتدحون إسرائيل وجيشها الإرهابي؟