بلال أبو الهدى
قال تعالى (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا أُولَٰئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ، وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة: 43-45)). هل يقبل قادة دولة الكيان الصهيوني حكم التَّوْرَاةَ فيهم؟ وهل يقبلون حكم سعاد بن معاذ (حكم القرآن الكريم) هذه الأيام فيهم؟. لقد طلب قادة بني قريظة من الرسول ﷺ سابقا تحكيم سعد بن معاذ فيهم عندما نقضوا عهدهم مع الرسول ﷺ وكان حكمه ما يلي: يقتل مُقاتليهم، وتسبي ذراريهم، وتُؤخذ عقاراتهم وأموالهم للمُهاجرين، فكبّر رسول الله ﷺ وقال إنه حَكَم فيهم على حُكم رسول الله، وأمّا بالنسبة للمُقاتلين فكان يُقتل منهم البالغين فقط، وأمّا غير البالغ فكان يُؤخذ مع السبي، ولم يكن سعد بن مُعاذ رضي الله عنه قاضياً، ولكنّه كان حَكَماً فقط، ورضيَ النبيّ عليه الصلاةُ والسلام به وبِحُكمه. وقال النبيّ ﷺ لسعد بعد أن سمع حُكمهُ في بني قُريظة: إنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا علَى حُكْمِكَ، قالَ: فإنِّي أحْكُمُ أنْ تُقْتَلَ المُقَاتِلَةُ، وأَنْ تُسْبَى الذُّرِّيَّةُ، قالَ: لقَدْ حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ المَلِكِ (الله))، وكان ذلك في يوم الخميس، الخامس من شهر ذي الحجة، وكان هذا الحُكم فيهم، بسبب نقضهم العهد وغدرهم وعدائهم للمُسلمين، وتحالُفهم مع قُريش في غزوة الأحزاب. وبعد الغزوة حاصرهم المُسلمون حتى استسلموا، ونزلوا تحت حُكمهم، وناسب حُكم سعد عليهم عِظَم جريمتهم. فلو قارنا اجرامهم في قطاع غزة في المدنيين العزل والأطفال والنساء وكبار السن والمرضى والكوادر الطبية والتمريضية وموظفي المطبخ المركزي والأونروا، وما ألحقوه من هدم وتدمير للمساجد والكنائس والمدارس ومراكز الإيواء … الخ. وما فعلوه ويفعلونه بإستمرار من مداهمات لمنازل المواطنين في معظم مناطق الضفة الغربية، ومن قتل للآجئين في الخيم في قطاع غزة عن طريق استخدام دبابات المركافا ومن تدمير للمجمعات والشقق السكنية والبنى التحتية في الطائرات والمدفعية والدبابات، ومن قطع للمياه والكهرباء ومنع وصول الإعانات الطبية والغذائية للقطاع … الخ وما حدث من احداث على زمن الرسول ﷺ بين المسلمين وبين يهود بني قريظة. وما دار من احداث بين يهود (صهاينة اليوم) وبين اهل غزة المدنيين والعزل وأحيا الله من جديد سعد بن معاذ وطلب منه ان يحكم فيهم، فماذا سيكون حكمه فيهم؟!. أو ماذا سيكون حكم محكمة العدل العليا الدولية إذا كانت حيادية %100؟، أو ماذا ستكون قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة فيهم؟. نذكر قادة دولة الكيان بما حصل مع اليهود في المانيا وغيرها من الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى والثانية من عزل وقتل ونفي … الخ. لقد تعاطف العالم اجمع معهم ولكن بحربهم العمياء على قطاع غزة منذ 7/10/2023 وحتى تاريخ كتابة ونشر هذه المقالة خسروا تعاطف العالم وتحول تعاطف العالم اجمع تقريبا مع اهل غزة وقوات المقاومة. فبسبب تعنت قيادة الكيان في قراراتهم وإصرارهم على استمرار الحرب على القطاع، هدموا ما بنوه خلال الست وسبعون عاما الماضية، وكما يقال: يا فرحة ما تمت خذها الغراب وطار، وكأنك يا زيد ما غزيت.