اسعد العزوني
الوحدة العربية..إسرائيل توحدنا في التبعية لها
قبل شطب العراق في عدوان التحالف الأمريكي شتاء العام 1992 ،كانت مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية تمثل عامل فرقتنا الأساسي ،وقد إنقسم العالم العربي إلى قسمين ،الأول رجعي يربض في أحضان الغرب والمستدمرة الخزرية في فلسطين ،والثاني تقدمي يربض في الحضن السوفييتي ويمطرنا لحظيا بوابل من دفقات الرغبة الملحة في تحرير فلسطين ،لكن صدمتنا الكبيرة كانت في إندماج القسمين في بوتقة واحدة وهي الحضن الصهيو –أمريكي،ليستيقظ السذج منا على حلم لا طعم له كنا نعيشه منذ العام 1948.
ما تكشف بعد مؤتمر مدريد 1991،لم يترك ذرة شك واحدة ان التقدميين كانوا متورطين في حب مستدمرة إسرائيل ربما أكثر من الرجعيين ،إلا من رحم ربي حتى لا نظلم البعض من أصحاب النوايا الطيبة، الذين لم يواجهوا القوى الرجعية الغنية بالطريقة الصحيحة ،وكانوا يحلون مشاكلنا ببوس الخشم واللحى .
علينا الإعتراف أننا لم نحسن قراءة واقعنا منذ بدايات القرن المنصرم ،عندما تكالب علينا الغرب الصهيوني ورسمنا بمسطرته وقلمه ،وهيأ الأجواء لإقامة مستدمرة إسرائيل الخزرية في فلسطين ،وزرع فينا سوسة سامة لم تسلم منها أي دولة عربية ،ولذلك فإننا حاليا ندفع ثمن تقاعسنا عن تقويم إعوجاجاتنا .
ومثل ما كانت مستدمرة الخزر في فلسطين سبب فرقتنا الداخلية ،فإن هذه المستدمرة وبعد نجاح مخططها المدعوم من الغرب المتصهين ،أصبحت هي التي توحدنا ،ولكن ليس لمصلحتنا التي لم نعرفها يوما ،ونعمل من أجلها في تحالفاتنا وتحركاتنا ،وقد وحدتنا في بوتقة التعامل الرسمي معها والتطبيع المجاني معها والتحالف معها ،وتنفيذ أجندتها بخصوص مشروع الشرق الأوسط الوسيع الذي دعا إليه مؤسس الحركة الصهيونية الإعلامي النمساوي ثيودور هيرتزل ،ومشروع الشرق الأوسط الكبير اللذان يدعوان إلى دمج مستدمرة إسرائيل في المنطقة العربية الإسلامية وتنصيبها مايسترو المنطقة التي تحرك صولجانها ،ونحن نهز لها الوسط بطريقة ترضيها نوما اود قوله ان مستدمرة إسرائيل وحدتنا في التبعية لها،وقريبا سنشهد إلغاء لجامعة الدول العربية التي أسسها وزير خارجية بريطانيا الأسبق أنتوني إيدن ،وستحل محلها جامعة الشرق الأوسط بقيادة مستدمرة إسرائيل.
ليس هناك مزرعة عربية تقبع في المساحة الواقعة من الماء إلى الماء، إلا وأظهرت للعيان رغبتها بكشف علاقتها السرية بمستدمرة الخزر،وقد كانت صدمة البعض مفزعة ومؤلمة عندما كشفت مرجعيات دينية عن علاقاتها السرية مع المستدمرة الخزرية، منذ ان كانت فكرة على الورق يحار فيها مؤسسها هيرتزل،وها هو “كيس النجاسة “حسب التعبير الحريديمي اليهودي النتن ياهو وعصابته ،يحجون في المزارع العربية ،التي تفتح لهم أبوابها ،وتحتفي بهم ،وكأنهم وهم كذلك من صناع القرار فيها،ونحن بإنتظار الزيارة الكنز له لأرض الحرمين الشريفين ،والتي ستقلب الموازين كلها.