عمار الجنيدي
الوقت المهدور في العطلة الصيفية
بقام : عمار الجنيدي
بالإشارة إلى بعض الدراسات الإحصائية فإن ربع سكان الأردن هم طلبة مدارس وجامعات، ولذا فإن العطلة الصيفية قد ألقت بظلالها على الأسر والمجتمع الأردني بكافة أطيافه وفئاته وذلك من خلال ما يترتّب على الإجازة الصيفية من هدر وضياع للوقت وعدم استثمار لهذه العطلة الطويلة بالنسبة للأسرة والمجتمع وما تتركه العطلة من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية على المجتمع، فالكثير من الشباب يعتبرون العطلة الصيفية وقت استراحة من عناء الدراسة فيأخذون بقتل الوقت كيفما كان وبلا حساب أو مبررات منطقية للآثار السلبية الذي يتركه هذا الإهمال وعدم التعامل بايجابية من اجل استثمار العطلة الصيفية، سواء كان بممارسة النشاطات اللامنهجية والتي تعود على الفرد بفوائد معرفية أو بالقيام بعمل قد يدرّ دخلاً يعتمد عليه في مُقبِلات الأيام، أو يتدرّب على مهنة من خلال انضمامه إلى أحد المراكز المهنية أو التعليمية أو تقويته في أحد مجالات العلوم أو الانخراط في المعسكرات الشبابية والأندية المنتشرة في كل مناطق الأردن من شماله حتى جنوبه.
وما دامت المرافق ووسائل تنمية القدرات الذهنية والبدنية والمواهب بكافة أشكالها متوفرة ومتاحة وبيسر فلا مجال للإعراض عن الانخراط والمشاركة في النشاطات التي يكون هدفها تنمية مواهب وقدرات الطلاب والفتيان والفتيات في مختلف المراحل العمرية التي يمرّون بها.
العطلة الصيفية مساحة زمنية للتدرّب على العمل التطوعي بأشكاله المختلفة وأهم النتائج المرجوّة منه هو العمل على تطوير الذات من خلال ممارسة الأنشطة اللامنهجية وممارسة الأنشطة الفنية والرياضية والفكرية التعليمية، ولكي لا يظل الشباب يقتلون الوقت بلا فائدة تُذكر وبلا أي حساب لقيمة الوقت، ولكي لا يُزجون أوقاتهم بالفراغ القاتل والعابث بإمكانية تحقيق شيء مفيد وناجع بل أن العنف الذي يلجأون إليه نتيجة هذا الفراغ العابث بمستقبلهم وحياة الآخرين هو الهدف الحقيقي الذي يجب التركيز على إصلاحه، لأنه يجرّ الشباب نحو نهج الانحراف كسلوك ما يحرّمه الشرع والقانون وعدم الانصياع للأنظمة والقوانين والانجرار وراء تبعيات الغير بالانخراط في مظاهرات أو مسيرات أو التعبير عن آراء الآخرين فقط لمجرّد التقليد والحماس وتوفُّر الوقت لتلك المسيرات.
نتطلّع إلى الفرصة المواتية لتعزيز قيم وأهداف العمل التطوعي والاجتماعي لدى الشباب من خلال تعريفهم بإمكاناتهم وقدرتهم على صنع المستقبل.