علاء القرالة
الايام الماضية والتي شهدت فيها المملكة اضرابات جزئية من قبل بعض وسائط النقل والشاحنات، كشفت لنا مدى الغل والحقد الذي يحمله بعض اصحاب الاجندات الخاصة في الداخل والخارج تجاه الوطن وعلى عكس ما يصورون انفسهم عليه، فهم في كل خطاباتهم وافعالهم عبر منصات الجبن والسواد التي يبثون منها ويحرضون على جر البلاد الى الخراب والدمار دونما اي مسؤولية تجاه المواطنين والذين هم من سيدفعون ثمن احقادهم، بينما هم لا هم لديهم سوى تعكير صفونا واحباط خططنا ومشاريعنا واستقرارنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والذي بات ينغص عليهم اطماعهم.
حسنا اعلم تماما حجم الخذلان الذي انتم فيه الان، وانتم تشاهدون هذا الشعب الواعي والمدرك لكافة التحديات الاقتصادية التي نواجهها يقذف بكافة احاديثكم واشاعاتكم في سلة القمامة، وتحديدا تلك الفيديوهات والصور القديمة والتي هدفها الاثارة وتصوير المملكة على انها ساحة حرب وغير مستقرة، وذلك من اجل تحميس المواطنين على النزول الى الشوارع والاحتجاج وتعطيل اي محاولة الى الحوار والتفاهمات مع اصحاب الشاحنات والذين ندرك مدى حرصهم على الوطن، غير ان الاردنيين وكما في كل مرة يثقون بكافة ما تقوم به حكومتهم وقائدهم لاجلهم وخاصة انهم يعيشون في حالة استقرار يفتقدها نظراؤهم من مواطني دول عربية وغربية، ولان لديهم قناعة راسخة بان ما يشهده العالم من ظروف «سحابة صيف وستعبر» عاجلا ام اجلا بينما يبقى الوطن.
كثيرون هم اصحاب الاجندات الخاصة الذين باتوا مكشوفين لكافة المواطنين، بدأوا باستغلال هذه الظواهر والمطالبات والعزف على وتر الظروف الاقتصادية التي فرضتها المتغيرات والاوضاع العالمية لاعادة تسويق انفسهم على انهم المنقذون والمسعفون والاكثر حرصا على الوطن والمواطن من الحكومات ومن البرلمان ومن الشعب نفسه، وهم جميعا يبحثون عن تحقيق مصالحهم الشخصية وبعض منهم للتسلق والحصول على مكاسب واخرون يبثون احقادهم وسوادهم على الوطن وبمن فيه وبغض النظر عن ما سيحدث للمواطن خيرا او شرا، واخرون من الخارج يهيلون السباب والشتم والقذف من اجل حفنة دولارات ممن لا يريدون لنا خيرا.
ولان الاقتصاد والظروف المعيشية للمواطنين بوابتهم التي من خلالها يسعون الى الدخول الى بعض العقول وبث سمومهم فيها، فلا بد من الاشارة الى اننا ورغم كل ما يقال وكل الشكوى والتذمر التي نسمعه، استطعنا ان نحقق انجازا تاريخيا وعالميا في الحفاظ على استقرارنا المالي والنقدي رغما عن كل الامواج والاهتزازات العالمية، فاقتصادنا مازال ينمو واسعارنا مازالت مستقرة وبضائعنا وسلعنا متوفرة وبكثرة، واحتياطنا من العملات الاجنبية يزيد ومصارفنا تحقق نتائج كبيرة وصادرتنا تنمو ومشاريعنا بدأت والبطالة تنخفض وقيمة الدينار تقوى وتزداد متانة وسياحتنا تنشط اكثر من ذي قبل وايراداتنا الحكومية تزيد دون اي فرض ضرائب جديدة واصلاحاتنا مستمرة، وخططنا جاهزة واحلامنا ورؤيتنا قيد التحقق، فلماذا تصرون على انكار الحقيقة رغم انها ملموسة من الجميع؟.
ختاما، نحن في كل مرة نكتشف حجم احقادهم واهدافهم الخبيثة ونتأكد من مساعيهم السوداء، غير اننا ايضا وفي كل مرة نسعد ونقدر ونفاخر الدنيا بحجم الوعي والادراك عند الاردنيين الذين استطاعوا وبالتشارك مع حكومتهم وقيادتهم تجاوز تحديات اعنف واصعب مما نواجهه الان محافظين على الوطن دون انانية من قبلهم، ومن هنا نقول لكافة اصحاب الاجندات الخاصة السوداء «هارد لك»، فلم ولن تفلحوا في جر الوطن الى ما تسعون اليه.