أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
انجاز : لقد فكرت كثيرا وكثيرا جدا في إيجاد مبررات أو اسباب مقنعة لإقدام بعض الأشخاص ذكورا وإناثًا من فئات المجتمعات الغربية المتعلمة والمثقفة والعلماء وحتى الأغنياء منهم على الانتحار او الرغبة في ان يكونوا كلابا او خنازيرا أو قرودا أو … الخً من الحيوانات أو الشياطين؟! فوصلت والله أعلم بعباده أجمع الى الأسباب والدوافع والمبررات التالية: الأول: هو الفراغ الديني و الروحي وذلك لأن معظم الناس هجروا اماكن العبادة (السيناجوجز والكنائس) وذلك لعدم قناعتهم بما يقوله الحاخامات و القساوسة لهم لأنهم يشاهدون ويعيشون التناقض الكلي تقريبا بين ما يقولونه لهم وتصرفاتهم الواقعية والحقيقية في الحياة اليومية التي يمارسونها للأسف الشديد (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (الصف:2 و 3)). وذلك يعود سببه للتحريف الذي قام به بعض مسؤولي السيناجوجز والكنائس من تحريف على ما انزله الله على سيدنا موسى وعلى سيدنا عيسى عليهما السلام استجابة لرغبات ملوكهم على فترات متتالية من الزمن (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ،مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (البقرة: 75 و 100، النساء: 46)). الثاني: هو توفر كل شيء للناس وبكل بساطة وسهولة لدرجة أن الإنسان لا يحتاج أن يفكر بأي أمر يقف عائق أمامه في تحقيق أهدافه الحياتية فوصل الإنسان الى درجة كبيرة جدا من الإشباع والملل، فشعر انه ليس هناك شيء يستحق أن يعيش من أجله (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (الأنعام: 44)). الثالث: التفكك الأسري والعائلي والمجتمعي، فأصبح كل فرد مشغول بنفسه يعمل مثل الماكينه، وكذلك أصبح الأولاد عندما يصل الواحد منهم الى سن الثامنة عشرة أو ربما قبل ذلك يجب أن يستقل عن والديه ويعتمد على نفسه تماما. فبدأ الأب يفقد شعور الأبوة نحو أولاده وكذلك الأم تفقد شعور الأمومة نحو أولادها و بدأ أيضا الأولاد يفقدون شعور البنوة نحو والديهم. ولهذا أصبح الأولاد يضعوا والديهم ان كبرا في دور المسنين غير آبهين أو مبالين، أو الدولة تتولى العناية بكبار السن في دور المسنين. الرابع: عدم توفر الحب والمودة والرحمة والسكينة والطمأنينة بين الزوج والزوجة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21)) وذلك بسبب انفتاح المجتمع الأنثوي على المجتمع الذكوري في العمل المشترك ولساعات طويله خلال أوقات العمل فأصبح الأزواج لا يرى بعضهما البعض الا في ساعات قليلة خلال الليل وهم متعبون.
وكان ذلك سببا في نشوء علاقات حب وغرام وجنسية بين الذكور والإناث غير مشروعة ومحرمة خلال ساعات العمل الطويلة والتي أدت الى اشباع الرغبات الجنسية خارج اطار بيوت الزوجية فبردت العلاقات الجنسية بين الأزواج وبالتالي حدث الجفاء والفراغ العاطفي والجنسي ولم تتوفر المودة والرحمة بينهم وتفككت الأسر وربما اذا لم يكن بالتأكيد ظهر في الأسر أولاد العلاقات الجنسية المحرمة (أولاد الحرام). وهذا مما جعل الأباء لا يحنوا والأمهات لا تحن على ما عندهم من أولاد لأنهم ليسوا من أصلابهم وكذلك لا يحنوا الأولاد على من ربوهم لأنهم ليسوا آباءهم الحقيقيين ومن هنا بدأ التفكك والانحلال الأسري. وازدادت نسبة الزنى في المحرمات الابن مع امه لأنه ابن حرام والأب مع ابنته لأنها من رجل غيره والأخ مع أخته لأنها من رجل غير ابيه وهكذا. فأصبح الفرد في هذه المجتمعات يبحث عن شيء يعيش أو يكافح من أجله او عن اب يحنو عليه أو أم تحنو عليه أو من يشاطره الحب والعاطفة والمودة والرحمة والسكينة والطمانينة والوفاء فلم يجد فلجأ معظمهم اذا لم يكن جميعهم لتربية الكلاب، ولهذا لجأ الكثير من أفراد هذه المجتمعات أيضا الى الانتحار (وقد سنت بعض الدول قوانين تسمح لمن يريد الانتحار ان ينتحر وفتحت عيادات رسمية لذلك لأن حكوماتهم عجزت عن حل مشاكلهم الاجتماعية)، أو يحاول أن يكون كلبا أو خنزيرا أو قردا أو حيوانا من أي نوع ليجد من يعتني ويهتم به. ولما تقدم من الأسباب عزف شباب هذه المجتمعات عن الزواج وتشكيل أسر وذلك لعدم وجود أهداف سامية عائلية انسانية او اجتماعية مرجوة منه. واصبحت هذه المجتمعات تغزوها النسبة المئوية الكبيرة من كبار السن واطلق على قارة اوروبا مثلا القارة العجوز. وهذا فسح المجال لبعض الجماعات ان ينشروا افكار نظرية الجندر والمثلية الأنثوية والذكورية والحب الجماعي وبين الجنسين … الخ، وانتشار فكرة المليار الذهبي في العالم. وفسح المجال لبعض الدول (سن قوانين وتشريعات تسمح بزواج المحرمات والتعامل الجنسي مع الحيوانات لإشباع الغرائز الجوعانة عند الذكور والإناث في مجتمعاتهم وعجزوا عن حل مشاكلهم الأسرية والاجتماعية والجنسية)، كما سمحوا بالتعامل جنسيا مع القاصرات تحت سن الثامنة عشر. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمد لله على نعمة الإسلام وعلى ازدياد النسبة المئوية من المسلمين بين شعوب الدول في العالم اجمع هذه الأيام، لأن الدين الإسلامي اثبت بالأدلة القطعية أنه الدين الحق والذي يصلح لكل زمان ومكان وكما قال الله تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (الحجر: 9)).