أنا من #بلد .. #الكرم و #النخوة والطيبة، والشهامة وعزة النفس واللطف والجمال ، كشرتتنا هيبة ووقار ، وأكلتنا #المنسف ( يدحبر ) باليد ، ولبن #الجميد يجب أن (يشر ) من الكوع ، زيته ذهب ، تحلياته #الخبيصة واللزيقيات والهيطلية ، و #الأهازيج فيه ما زالت تتغنى بوصفي. أنا من بلد .. #الغلاء الفاحش ، و #الفساد الواسع ، و #الفقر المنتشر، والبطالة المرتفعة والمديونية المتزايدة ، والضرائب العالية والأجور المتدنية ..التقاعد فيه عقاب ، والأولوية فيه للواسطة والمحسوبية. أنا من بلد .. شعبه مديون ، بيته مرهون ، سيارته بالاقساط، مدارسه أكثرها على فترتين ، الغرف الصفية مكتظة ، وسائل النقل مهترئة وضعيفة ، الراتب لا يكفي إلا ليوم 10 في الشهر ، النفقات تفوق الدخل ، الجيوب مفلسة والمعد خاوية والقلوب ترتجف خوفا على مستقبلها. أنا من بلد .. كل شيء فيه بالواسطة ، التعليم بمكرمة والعلاج بـ( مهته )، وللحصول على حقك الذي نص عليه الدستور عليك أن تقف بالساعات لتحصل على “الإعفاء”، مؤسساته خصخصت أو بيعت بثمن بخس ، شوارعه محفرة ومرقعة ، ومطباته السياسية ألعن وأخطر من مطبات الشوارع. أنا من بلد . الأحكام العرفية ، والحكومة العسكرية وأوامر الدفاع ، جيشه قدم العروبة على الوطنية ( الجيش العربي الأردني ) ، والعشائر فيه مُحاربة ، ورموزه حطمت ، وفيه قزم كبيرنا، حتى لم يبق لنا كبير ، لا يحاسب فيه المخطىء والمسيء ، الرواتب تخفض بأمر ، وتدمر قطاعات بأمر ، زراعتنا وسياحتنا لا يراد لهما الانتعاش. أنا من بلد .. التفرقة والتجزئة غربي وشرقي، وكل محافظة لها اغنيتها ، الشمال فيه ليس مع الجنوب ، والجنوب ليس مع الشمال ، قراه ممزقة ، وعائلاته مبعثرة ، وعمان الشرقية تحقد على عمان الغربية، والغربية تتكبر على الشرقية. أنا من بلد .. المواطنة فيه مفقودة ، ومسؤولينا من أصحاب الجنسيات المزدوجة ، الولاء فيه لأصحاب النفوذ ، والتزلف فيه مطلوب ، نضحك حتى الثمالة على نكتة المسؤول السمجة، ونستخف بأصحاب الآراء والقيم الايجابية. أنا من بلد .. ديمقراطيته بالتعيين ، ولا يعرف من الديمقراطية إلا اسمها، ولا يعي معناها ولا يمارسها ، يجيد تهجئة حروفها فقط ، والأحزاب فيه وئدت، والحزبي يُجرم لفكره. أنا من بلد .. المناصب فيه وراثة أو توزع قربانا للقريب والصديق ، قصوره خصصت للفاسدين يحرسها الجنود والعسكر الشرفاء، لينعموا بالأمن والأمان ويتفرغوا لنهب المزيد ، أنا من بلد يُحاسب فيه من اختلس دينار ، ويُترك من لهط الوطن وطار ، وما زال البحث فيه جار عن ” الشرشف “!! أنا من بلد .. الثقة بين الشعب والحكومات معدومة ، وخيوط الاتصال مع المسؤولين مقطوعة ، مشاريعنا طويلة الأمد ، ونفطنا يعبأ في الزجاجة ، الرشوة أساس انجاز المعاملات ، والموظف المدعوم يأخذ راتبا دون أن يداوم ، والانتقام غاية غالبية الموظفين لا الإنجاز ، تعطل فيه الدولة على نية نزول الثلج والمطر. أنا من بلد .. يعد فيه المحترم والملتزم بالمثل والقيم والأخلاق “أهبل” ، ويطلق على ” العاطل ” عن العمل ” هامل ” ، الولد الشاطر الفهلوي يقال عنه “طالع لابوك ” ،وإذا كانت علاماته متدنية في الدراسة “طالع لأمك ” ، وإذا كان أزعر و”سرسري” يقال عنه “مخول” ، ومن ينهب خيرات الوطن ينعت بالشاطر والذكي ، والوطني والملتزم بالمبادىء والاخلاقيات يوصف بــ”الغبي”. أنا من بلد .. الزوجة فيه نكره.. لا يتداول اسمها ولا ينطق ، وتسجل تحت اسم ( البيت – الدار – العيلة – الجماعة) ، والأم اسمها محرم تسجل تحت اسم ( الحجة – نبع الحنان – ست الكل ) ، والحبيبة تسجل تحت اسم (الميكانيكي ابو أحمد ). أنا من بلد .. مفهوم الحرية فيه خاطىء ، ووسائل التواصل فيه لنشر الأحقاد ، والقانون وضع ليطبق على ناس وناس ، الغالبية فوق القانون والقلة تحت القانون. أنا من بلد ،يوجه اليك هذا السؤال يوميا : من وين الأخ ؟؟!